دمشق | أمس، أكّدت مصادر لـ «الأخبار» أنّ مراسل «الجزيرة» في بيروت علي هاشم استقال من المحطة القطرية بعد أسابيع على عملية القرصنة التي تعرّض لها جهاز الشبكة من قبل «الجيش السوري الإلكتروني» وخروج مراسلاته مع المذيعة رولا إبراهيم لتكشف التضليل الذي تمارسه القناة في الملف السوري (الأخبار ٢٤ شباط/ فبراير 2012).
المراسل اللبناني الموجود حالياً في طهران، لطالما كانت لديه مآخذ على انحياز المحطة الفاضح، وعلى كيفية تعاطيها مع الملف السوري. وبينما حاولت «الأخبار» مراراً الاتصال به أو بمدير الأخبار في القناة ابراهيم هلال من دون جدوى، أكّد مصدر مطّلع داخل المحطة القطرية خبر استقالة الإعلامي اللبناني، قائلاً: «مآخذ هاشم واضحة ومعروفة، ولم تعد سراً على أحد. ويمكن أن تعودوا إلى الرسائل التي بعثها إلى زميلته رولا إبراهيم لتعرفوا موقفه منذ إرساله صور المسلحين واشتباكاتهم مع الجيش السوري في وادي خالد، وامتناع إدارة المحطة عن عرض الصور، بل اتهامها إياه بأنّه شبيح».
هكذا، اهتزت صدقية القناة لدى هاشم، وما يحصل معه يحصل مع غيره من المراسلين، حسبما يفيد المصدر، مؤكداً أنّ المحطة تعاملت مع موضوع تسرّب الرسائل بذكاء عندما تجاهلته، ولم تروج له إعلامياً لقناعتها بضعف موقفها.
من جهة أخرى، يفصح المصدر بأن هاشم أبلغ اعتراضاته لأكثر من مسؤول في المحطة وليس فقط في رسائله إلى زميلته السورية، وكان يهمه دوماً أن تلتفت «الجزيرة» إلى أنّ النظام السوري من أكبر الداعمين للمقاومة، وأنّ مسألة التحريض عليه بهذه الطريقة هي مسألة ضرب المقاومة. وما زاد الطين بلّة هو تزامن أحداث سوريا مع أحداث البحرين. يقول المصدر: «هناك، كنّا نتابع صوراً لشعب يذبح بآلة قمع خليجية. والصمت كان عنوان التغطية الإعلامية لـ «الجزيرة»». ويلفت إلى أنّ هذا التململ لا يتوقف عند هاشم، بل يمتد إلى بعض الموظفين في «الجزيرة» في مكاتبها في تونس ومصر وليبيا وسوريا والبحرين. ويتابع المصدر أنّ المشكلة تكمن في أنّ غالبية فريق «الجزيرة» قد أتى إلى المحطة من مدارس عريقة في الصحافة، ولم يعد جزء كبير منه يقبل الانحياز التام للجماعات المسلحة في سوريا، وخصوصاً أنّ المراسلين الميدانيين يلمسون الحقيقة بأنفسهم. ويضيف: «هناك انقسام بين صفوف العاملين في المحطة الإخبارية. وبالنسبة إلى هاشم، فقد خال أنّه قادر على تغيير شيء، لكنه عجز تماماً، فاختار الاستقالة. وهو ما يحدث مع غالبية المعترضين على سياسة المحطة التحريضية، الذين ينتهي بهم المطاف إلى الاستقالة».
من جهة أخرى، فجّر تلفزيون «الدنيا» منذ أيام فضيحة ثانية ترسم علامات استفهام كبيرة حول الطريقة التي تتعاطى بها «الجزيرة» مع الأزمة السورية. خلال لقاء أجرته قناة «الدنيا» مع الإعلامي السوري رفيق لطف الله، عرضت المحطة ريبورتاجاً عن الطريقة التي تجري بها فبركة الأشرطة والصور التي تعرض على «الجزيرة» بالتواطؤ مع نشطاء ومعارضين للنظام موجودين في الأماكن الساخنة. يظهر في أحد الفيديوهات الناشط داني عبد الدايم وهو يستعدّ لإبلاغ المحطة القطرية بأنّ الجيش السوري فجّر أحد أنابيب النفط بالقرب من حمص، وتظهر طريقة الإعداد للمكالمة وإجراء بروفات واستعدادات للظهور على الهواء. وفي فيديو آخر أشدّ خطورة، يظهر الناشط خالد أبو صلاح مع مجموعة من الأشخاص وهم يهيئون غرفة يتوزع فيها أشخاص، كي تبدو ملحقاً لمستشفى ميداني لم يعد يتسع للجرحى في حي بابا عمرو. ويقوم أبو صلاح بتلقين طفلة ملفوفة بالشاش والضمادات (يبدو واضحاً أنها مجرد ديكور) بما يجب أن تقوله عندما تصبح على الهواء، ويطلب منها شتم الرئيس لأنه قتل أختها، فيما يطلب من الطبيب أن يعيد تشخيص الحالة التي تعانيها الطفلة. ويجيب الطبيب إنّه حفظ دوره عن ظهر قلب، ثم يمتعض الناشط السوري بسبب تأخر اتصال «الجزيرة»، فيطلب التواصل مع «العربية»، لكن سرعان ما يجهز الاتصال ويمتثل كل شخص للدور الذي تدرّب عليه، بمن فيهم الطفلة.
هكذا، يستعير بعض المراقبين شعار غوبلز «اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرون، ثم اكذب أكثر حتى تصدق نفسك» كنوع من السخرية من التغطية الإعلامية للقنوات الإخبارية، وعلى رأسها «الجزيرة».
جواسيس «دوت كوم»
تناقلت بعض المواقع الإلكترونية خبراً مفاده أنّ الجيش السوري عثر على الأشرطة التي عُرض جزء منها على الشاشة بعد مداهمته حي باب عمرو والسيطرة عليه من خلال أجهزة التنصت، كما أفادت تقارير أخرى أنّ الجيش حصل على تلك الأشرطة من خلال ناشطين يعملون لصالح الاستخبارات السورية. ورجحت التقارير أيضاً أنّ الاختراق الذي نفذه الجيش الإلكتروني السوري على شبكة «الجزيرة» الخاصة على الانترنت، أدى دوراً مهماً في الوصول إلى مفاتيح مكّنت السلطات السورية من العثور على هذه الأشرطة المهمّة.
15 تعليق
التعليقات
-
حسبي الله ع الجزيرةمقال رائع..عقبال ما اخوانا العرب يفيقو من غيبوبة الربيع العربي...ويعرفو انو هاد حق يريدون به باطل..كلنا بدنا اصلاح ومحاربة الفساد بس بالحوار والطرق الراقية...بس حسبي الله عليهون لوين وصلونا..لوين....
-
الفضائيات العربية ... ودورها في قلب الحقائق !أوحت الصحف والفضائيات العربية المقيمة والمهاجرة منذ ظهورها في تسعينيات القرن الماضي أنها مع التغيير والتعددية وحرية التعبير و"الرأي والرأي ...الآخر" ومع الشفافية ونشر الحقائق واحترام عقل ووعي الجمهور الذي يعيش في خضم ثورة معلوماتية كونية جارفة و متسارعة على كافة الصعد. كانت بعض شعارات هذه الفضائيات جذّاباً ولذا استساغها الجمهور العربي المصاب بحالة إحباط شديد من الإعلام الرسمي الخشبي الذي حددت مهمته بتلميع صورة النظام والقائد أو الحاكم المستبد ورفعها إلى مراتب القدسية مع إهمال شبه كلي لأي قضية أخرى تتعلق بحياته اليومية وطموحاته في حياة أفضل له ولأبنائه. لكن الذي حصل هو أن الجهات الرسمية أو الخاصة المرتبطة بالنظام( أي نظام) التي تنفق على هذه الفضائيات أو الصحف هي التي تحدد سياساتها الإعلامية بما يخدم مصالحها وأجندتها التي غالباً ما تكون ملتبسة وحمّالة أوجه إلى حدّ الارتهان بالخارج كما هو الحال مع بعض المشيخات الخليجيةالتي تغدق الأموال بسخاء على فضائيات تتقن الفبركات الاعلامية وتقلب الحقائق والوقائع وتحرّض على الثورة والعصيان في غياب كامل للمهنية والحرفية في نقل الخبر أو الحدث بين المرسل والمتلقي... سواء كان التعبير بالكلمة أو بالصورة أو التمثيل والتلقين! إذن المطلوب تشجيع الشفافية والانفتاح والابتعاد عن الكيدية والثأر وتصفية الحسابات في التغطية الإعلامية و العمل الصحفي. إننا بعد هذا الضخّ الاعلامي الموجّه وغير الحرفي أوالمستقل من قبل بعض الفضائيات النافذة في عالمنا العربي بتنا كمّن يتنفس في كيس مغلق ويوشك على الاختناق بزفيره... وآن الأوان أن نحدث ثقباً فيه كي نوصل أنفاسنا بهواء الدنيا المفتوحة!
-
هل تريدون القول انه ليس هناكهل تريدون القول انه ليس هناك قتل وقصف وتشريد وذبح بالسكاكين؟؟.. اذا كانت الجزيرة كاذبة فماذا القنوات السورية التي صورت الدمار في بابا عمرو.. انتم والجزيرة متشابهون.. ماذا عن وكالات الانباء في الشرق والغرب التي ارسلت صحفيين اكدوا فظاعة ما يحدث في سورية؟؟؟
-
واخيرا يا وسام واخيرا يا ابنواخيرا يا وسام واخيرا يا ابن بلدي شكرا والله ما حدا بيحبكن قدنا يا ابن بلدي كرمال سوريتنا اللي انتو ونحنا بنحبها لا بقى تديروا اذنكم لبره .سبونا اشتمونا ما في مشكلة بس اسمعونا
-
وين الفوار؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!يعني وين الفورجية ما أتحفونا بتعليقانهون المنطقية عن الأشرطة المفبركة والثوار الارهابيين المفبركين واللي طلعوا أكذب من كل كذابي العالم. فعلاً هزلت وفعلاً مالضرربٍ بميتٍ إيلام
-
يؤسفني ان جريدتكم ربت في الامتحان، كما الجزيرةكان واضحا منذ البداية انحياز الجزيرة في تغطيتها، ولكن ماذا عن انحياز جريدتكم؟ اين خالد صاغية وبشير البكر اللذان يناهضان النظام السوري؟ لقد كان العذر اقبح من الذنب حين شرح ابراهيم الامين الامر ويا ليته لم يشرح. ثانيا، يا عرابي نشر وثائق ويكيليكس، اين الوثيقة التي نشرت في ويكيليكس عن ايران وما تخططه للنظام السوري؟ هذه الوثيقة التي قراناها في كل مكان الا على قناة الدنيا وجريدة الاخبار! يؤسفني ان جريدتكم ربت في الامتحان، كما الجزيرة. ثالثا، انتم تتبنون رواية النظام وتروجون له بشكل سافر في عناوينكم وتكادون لا تذكرون الا القليل عن ما يفعله النظام، وما اكثر ما يرتكبه النظام كيف صرتم هكذا، وانتم الوسيلة التي كنا نحترم )وما اكثرنا( قبل الثورتين في البحرين و سوريا؟
-
الجزيرة مخروقةالاكثر اثارة في هذا الموضوغ هو ان مسؤولي الجزيرة في هذه الايام يضربون اخماسا باسداس لان خبراء المعلوماتية لديهم يدركون جيدا ان الجيس السوري الالكتروني لم يكن ليحقق هذه الاختراقات المتكررة لنظامهم المعلوماتي لولا مساعدة احدهم او بعضهم من الداخل .
-
برافو عليكبرافو عليك
-
اسلحة التضليل الشامل !!!!انا فلسطيني و اقسم بالله العظيم من الليلة حذفت الجزيرة عن جهازي . ما هذا الذي نراه ؟!؟!؟!؟!؟! الهذه الدرجة كنا مضللين و تم استغفالنا بسهولة على مدى اشهر طويلة من البث المباشر 24/24 ؟!؟!؟! هذا ليس اعلاما بل اعلام حربي , حتى الاعلام الحربي له اخلاقياته , هذه جرائم حرب اعلامية ! اين منظمات حقوق الطفل من استخدام من يدعي انه مراسل تلفزيوني لطفلة و هو يهددها و يلقنها ماذا ستقول امام الكامبرا ؟!؟!!؟! الجزيرة لا يمكن محاسبتها , اما القناة الاميركية و من منطلق معرفتي بالقانون الاميركي فانصح بمقاضاتها امام احدى المحاكم في بلدها بتهمة استخدام مسلحين (او ارهابيين في القانون الاميركي الجديد) كمراسلين لها و تضليل المشاهدين باخبار كاذبة لا اساس لها . و انصح ايضا بتوزيع هذه الاشرطة على كل وسيلة اعلامية او الكترونية يمكن الوصول اليها لازالة الغشاوة الباقية عن اكبر عدد من المشاهدين الذين ما زالو يصدقون هكذا اعلام قذر (اعتذر عن التعبير لكن لم اجد كلمة اخرى لوصفه) يفبرك اخبارا و يختلق وقائع و يضلل الملايين لخدمة سياسات مشبوهة . اخيرا هل هؤلاء هم ثوار سورية ؟؟ اين المعارضة الوطنية من هكذا تصرفات شائنة و جرائم مشينة تسئ اليها و تشوه صورة كل المعارضين قبل ان تسئ الى اي احد اخر . صدقوني انا عشت في الغرب , لو كانت هذه الفضيحة في اي من البلدان التي تحترم القوانين لكنا امام جزيرة-غيت او سي ان ان-غيت . وكل حرب اعلامية و انتم بخير والف شكر للاخبار و للكاتب على هذا التحقيق
-
الجزيرة متل سائر المؤسساتالجزيرة متل سائر المؤسسات الاعلامية لها اهدافها و سياستها و بالتالي اخطاؤها، و لكن بالمقابل، الاعلام المختلف عنها و المساند للاسد يلفق ايضا،فقناة المنار عرضت فيديو قالت انه لشبان بحرينيين عدبتهم السلطات في البحرين، و بعد ايام ضهر نفس الشريط على قناة الدنيا على انه لفتية سوريين تعرضوا للقصف من طرف جماعات مسلحة، انها حرب اعلامية ببساطة.
-
و الله انا اللي شايفه انه قدو الله انا اللي شايفه انه قد ثبت لدي بالرؤية ’’الشرعية’’ ان عدد الاعلاميين ’’المنشقين’’ عن الجزيرة اصبح يفوق من تدعي هي انشقاقهم عن الجيش السوري !
-
الحرب خدعة !!على فكرة لقد تابعت حلقة الاعادة على الدنيا مع الاعلامي رفيق لطف بعدما خبروني عنها , و صراحة شاب شعر راسي مما رايته من تضليل و كذب تمارسه الجزيرة و قناة تدعي العالمية مثل ال cnn , و عندها صدقت انه فعلا الحرب خدعة ..
-
السيد هاشم كان من جماعة الناتو في ليبيايبدو أن السيد هاشم أًصيب بصحوة ضمير متأخرة جدا، فهذا الشاب كان متحمسا على غير العادة لثوار حلف الناتو في ليبيا وقال فيهم ما لم يقله ابراهيم الأمين في الشهيد الكبير عماد مغنية، مع الفارق الراديكالي بين ثوار الناتو والشهيد عماد، لقد استقال بعد خراب مالطا.