عند الثامنة والنصف من مساء اليوم، تشهد «أسواق بيروت»، أو Beirut Souks، مهرجاناً موسيقياً وفنياً سياحيّ الطابع. إنه «مهرجان بيروت للموسيقى والفنون» الذي تذكّر تسميته الإنكليزية المختصرة BMAF بتظاهرات مماثلة في الخليج. البداية مع مجموعة ليالٍ، تضم كلٌّ منها عدة فرق متتالية، معظمها من لبنان، وتمتد يومياً، حتى 3 حزيران (يونيو) المقبل (راجع المقالة أدناه). هكذا، بعدما كان الصيف موعداً للسياحة الفنية، باتت كلُّ فصولنا كذلك. الشتاء لـ «البستان» المرموق، والصيف لـ «بيبلوس» المنافس الجدّي الجديد و«بيت الدين» العريق، و«بعلبك» الأعرَق وغيرها...
أما الخريف، فلمهرجان الجاز في «سوليدير». اليوم، ينضمّ الربيع للمساهمة في خدمة السياحة مع Beirut Music & Art Festival الذي يشهد أيضاً أحداثاً ثقافية من نوع آخر، مثل المعارض. بيان إطلاق المهرجان يُظهر تناغماً مع هوية مشاعات شركة «سوليدير». هو مصوغ بلغة عربية ركيكة. أما النصّ الإنكليزي، فلا غبار عليه. وهذا ما يزيد الأمر خطورة كأنّ النص العربي جاء كفرض واجب، شكليّ، لن يهمّ أحداً في هذه الجزيرة.
يقسم برنامج المهرجان إلى قسمين، ويأتي قبل انطلاق مهرجانات الصيف كي لا يتضارب معها. القسم الأول يضمُّ التجارب الشبابية اللبنانية، إضافةً إلى بعض الأسماء الأجنبية الأخرى التي لا يقل بعضها أهميةً عن أسماء القسم الثاني من البرنامج الذي جُمعت فيه النجوم والفرق المعروفة عربياً أو عالمياً. بعض هؤلاء سبق أن زار لبنان في السنوات الماضية مثل غوران بريغوفيتش. لنقم إذاً بجولة أوّليّة على الأسماء التي جُمِعت تحت لواء الشهرة، وتمثّل نواة المهرجان الذي يستمر حتى 12 حزيران (يونيو) المقبل. البداية مع آل ماكّاي (٢٧/ ٥)، من فرقة Earth Wind & Fire، الذي يشارك على رأس مجموعته. بالتأكيد سيستعيد ماكّاي بعضاً من كلاسيكيات الفرقة الأسطورية التي انضم إليها كعازف غيتار بُعيْد تأسيسها وعاش معها أمجاد الـ R&B والفانك والبوب في فترة السبعينيات، قبل أن يتركها مطلع الثمانينيات. في الليلة ذاتها مشاركة لفرقة Sister Sledge الغنائية الاستعراضية التي تتألف من أربع شقيقات أميركيات في العقد السادس من عمرهنَّ اليوم! إنها فرقة ذات تاريخ مشابه للفرقة الزميلة، من حيث النمط الموسيقي إلى حد ما، كما لناحية أفول نجمها منذ زمن.
الحال كذلك بالنسبة إلى رودجر هودجسن (٣١/ ٥)، مغني فرقة Supertramp الشهيرة في مجال الروك التطوري، التي لم تعد تهم سوى الجيل الباحث عن بعض الحنين إلى سنوات الشباب. هودجسن، ترك فرقته مطلع الثمانينيات، وأسس مشروعه الخاص، وتأتي دعوته ومعاصريه المذكورين أعلاه لتطرح السؤال عن أسباب التركيز على فرق ما عادت تطلب المبلغ الذي كانت تفرضه في عزّها. فلمَ التباهي بدعوتها، فيما نعجز عن إقناع فرق الصف الأول حالياً بإدراج بيروت في روزنامة حفلاتها؟ لعبة الأسماء التي فقدت بريقها تطاول أيضاً الفنان الشعبي العراقي إلهام المدفعي (29/ 5)، وكلنا يعرف ما كان يمثله هذا الاسم أواخر التسعينيّات ومطلع الألفية. من الشعبي العراقي المطعَّم بالفلامنكو إلى الشرقي الهجين مع اسمين في ليلة واحدة (٤/ ٦). نجمة البوب ناتاشا أطلس، والفنانة اللبنانية سميّة بعلبكي. الأولى استعادت بأسلوب لا يخلو من التجارية العديد من الكلاسيكيات الغربية أو العربية، مطعّمةً الأصل بنقيضه التراثي والثقافي، في شيء يشبه تعدد أصولها الغربية/ الشرقية. الثانية شهدت مسيرتها انطلاقة ثانية بعدما أصدرت ألبومها Arabtango الذي غنّت فيه على إيقاع وأنغام التانغو أشهر الأغاني العربية الطربية الشعبية. في الاتجاه ذاته تأتي مشاركة الفنانة السورية الأرمنية الشابة لينا شماميان (5/ 6) التي عرفت أيضاً من خلال إعادة إحياء الموروث الغنائي الشعبي المشرقي. في السابع من الشهر المقبل، يصل المهرجان إلى محطته الأبرز مع أمسية عازف الغيتار الشهير آل دي ميولّا (راجع المقال على يسار الصفحة). تليه تانيا قسيس (10/ 6) التي تجمع في مسيرتها الغناء الأوبرالي الغربي وبعض محاولات الدمج بين الشرق والغرب التي تجنح أحياناً نحو التعليب التجاري. أمّا الأمسية ما قبل الأخيرة، فيحييها الفنان مرسيل خليفة مع نجليه رامي وبشار (11/ 6) اللذين لكلّ منهما مشروعه المستقل، إضافةً إلى نشاطهما إلى جانب والدهما في حفلاته منذ سنوات. وفي الختام، أمسية مع غوران بريغوفيتش، صاحب موسيقى فيلم «أندرغراوند» الشهير (راجع المقالة إلى يسار الصفحة).
«مهرجان بيروت للموسيقى والفنون»: الافتتاح 8:30 من مساء اليوم، ويستمرّ حتى 12 حزيران (يونيو) المقبل ـــــ «أسواق بيروت» (وسط المدينة التجاري). للاستعلام: 01/999666
www.beirutmaf.com
■ بيان إطلاق «مهرجان بيروت للموسيقى والفنون»
5 تعليق
التعليقات
-
مشبوهةمنطقة السوليدير منطقة مشبوهة تحتوي على مؤسسات مشبوهة و شركات و محلات مشبوهة وان هذه المنطقة لا يحبها معظم اللبنانيين اذا فرض علينا ان نمر عبر هذه المنطقة نحس بغربة و انها لا تنتمي الى لبنان. ان من انشائها اساسا لم ينشئها كرامة الشعب اللبناني , لا بل كرامة الاجانب و خاصة السعوديين الذين ياتون الى بلدنا ويستبيحون ما يريدون . كيف انشئت و لماذا انشئت؟؟؟؟ حدث ولا حرج ( وخلي الطابق مستور)
-
صحيح ونصسوليدير ما فيها شي بيشبه لبنان! الحمرا ايه بتشبه لبنان بس سوليدير منطقة هجينة!! معك حق يا اول لبناني...
-
مش صحيحليش نيزك ما عم نفهم! إنو شو كان بدك؟ بعدين مش صحيح إنو الفصه ضيقة للفنانين اللبنانيين البروغرام مليان فنانين لبنانيين شباب .. تقريباً كلن !!!!
-
وسط البلد كقطعة من نيزك سقطت عليناحينما تطأ قدماي أرض (السوليدير) أشعر كأنني مدعو الى مطعم فرنسي راق لاول مرة أو كضيف في معرض فني تجريدي لا افهمه, محاولا التظاهر بالفهم و الفرح و التقدير, و اشعر ان من حولي أيضا يتظاهرون بذلك. نتجول كالكومبارس في شوارع ضمن خطوط و ديكورات أنيقة, لا تعرف ماهية كل مبنى, من يسكنه؟ من يملكه؟ ماذا يوجد خلفه؟ ماذا يوجد وراء الحواجز الانيقة؟ لماذا يرمقني هكذا رجل الأمن؟ هل اسأت التصرف؟ هل أستطيع أن اجلس هنا؟ حتى مقاعد الشوارع القليلة تشعرك بالغربة عنها. حتى المحال التجارية الفاخرة تصيبك بالرهبة عند محاولة دخولها (رغم ان فروعا لها في مناطق اخرى ليست كذلك أبدا).تتعامل مع موظفي المحال و المطاعم هناك على اساس انك مليونير مفترض و هم رجال اعمال دوليين و الجميع يتفاخرون على بعضهم رغم انهم جميعا مساكين و يعرفون ذلك. تلتفت حولك فتشعر بالضيق و الغربة رغم جمال الديكور, تشعر كسائح لكن في وطنك انت... يلازمك هذا الشعور حتى لحظة خروجك من هذا الوسط العجيب, عندها يتغير كل شيئ و تشعر بأنك قد (عدت الى قواعدك سالما) تشعر عندها بأن الارصفة قد عادت ملكك, ان المحال التجارية تريد ان تستضيفك, تنظر الى شرطي السير المسكين فتبتسم له, يخيل لك ان الابنية -على بشاعتها- تحييك, تشعر انك تعرف ساكنيها بالاسم و العائلة و تحفظ عن غيب أشكال شرفاتها و شقوق حيطانها, تود ان تعانق والشوارع تعانق المارين و الساكنين و المالكين و التجار و البائعين.تتأمل وجوههم براحة و عفوية و كأنك أحد زعمائهم, تريد ان تعدهم بأنك سوف لن (تخونهم) و تسافر الى تلك الارض الملعونة المصطنعة مجددا.