بعدما ظنّ الجميع أنّ صفحة الرسوم الدنماركية قد طويت، ها هي مجلّة «شارلي إيبدو» الفرنسيّة تعود لتخوض مغامرة الفكاهة. حالما أعلنت المجلّة الأسبوعية الساخرة استضافتها للرسول رئيساً لتحرير عددها الذي يصدر اليوم، ارتفعت الأصوات المنددة بهذا الخيار. وأعلنت المجلة الإشكالية في بيان أصدرته أخيراً أنّها اختارت شخصية النبي لرئاسة التحرير في مناسبة فوز حركة النهضة الإسلامية في انتخابات تونس، وإعلان المجلس الانتقالي في ليبيا الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية. ونقلت وسائل إعلام فرنسيّة أنّ المجلّة الهزليّة ستغيّر عنوانها من Charlie Hebdo إلى «شريعة إيبدو»، مانحةً غلافها لرسم كاريكاتوري يمثّل النبي وهو يقول: «مئة جلدة إن لم تموتوا من الضحك!»، كما سيضمّ العدد افتتاحية متخيّلة تحمل توقيع الرسول، إضافة إلى قصّة بعنوان «مشروب حلال»، وملحق نسائي بعنوان «شريعة مدام». وعلى الغلاف الأخير، نشرت المجلّة رسماً متخيّلاً للرسول مع أنف أحمر، وهو يقول: «نعم، الإسلام ينسجم مع الفكاهة».
إعلان هذا المضمون تلقّفه العديد من القراء المسلمين في فرنسا والعالم بوصفه «استفزازاً صريحاً على أبواب عيد الأضحى»، كما كتب أحدهم على تويتر. وتذكّر آخرون الدعوى القضائية التي رفعتها جمعيّات إسلامية على «شارلي إيبدو» عام 2006 بسبب إعادة نشرها الرسوم الدنماركية الشهيرة التي أقامت الدنيا. وقال المحتجون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إنّ المجلّة الأسبوعيّة تبتغي«الإثارة الرخيصة»، وأنّها «تتعمّد إهانة مشاعر المسلمين». ودعا هؤلاء كل الفرنسيين إلى مقاطعة عدد «شارلي إيبدو»، وقال أحدهم: «لقد تمادت المجلّة كثيراً، ومن الأفضل أن تتوقف عن مضايقة المسلمين الفرنسيين»، واتهمها آخرون بـ«التجديف والإساءة إلى الأديان».
من جهته، أعرب الرسام ورئيس تحرير المجلّة ستيفان شاربونييه المعروف بـ Charb عن أسفه لردود الفعل العنيفة، مؤكداً أنّ «شارلي إيبدو» لم «تقدّم النبي كأصولي متشدد». والمجلة التي تأسّست عام 1960، اشتهرت بأسلوبها الساخر من كل المحظورات الدينية والاجتماعية والسياسية في المجتمع الفرنسي، وخاضت معارك قضائية عديدة طوال مسيرتها.
1 تعليق
التعليقات
-
الازمة انتجتها الهجرة و ليست الديانات..في راي ان الصحافيين الفرنسيين العاملين بمجلة شارلي ايبدو ،كامثالهم الفرنسيين ،من حقهم ان يتضايقوا من وجودالمهاجرين المتواجدين بديارهم ،و الدين ينافسونهم عن فرص الشغل ،بل اصبحت الباترونات الفرنسية تفضل تشغيل الاجانب ،ربما لسبب قناعتهم بالاجرة او بعض المعاملات التعسفية الصادرة من الباترونات و الاقطاعيين الفرنسيين ،هدا الوضع الدي لا يرضاه الفرنسيون الاحرار بديارهم ،خصوصا بعد قيامهم بالثورة الفرنسية الشهيرة ،بحث يعتقدون ان هده الثورة ارجعت لهم كرامتهم وعزتهم ضد الديكتاتوريات و الباترونات الاقطاعيين الفرنسيين ،فعلا رفضهم لهدا الوضع بهدا المبرر شيئ منطقي ،ولكن خصمهم في هدا الوضع هو الباترونات الاقطاعيين الفرنسيين من جهة و المهاجرين الاجانب من جهة اخرى ،وليس للديانة الاسلامية او اي ديانة اخرى اي دخل في هده الازمة التي حلت بالفرنسيين البروليتاريين الاحرار ،من حقهم ان يسخروا من المهاجرين أو من الانظمة التي ينتمون اليها،كما من واجبهم ان يثوروا ضد الباترونات الفرنسية التي تفضل تشغيل المهاجرين ،ولكن ليس من حقهم ان بسخروا من الديانة الاسلامية و لا من اية ديانة اخرى،ولعل وجود الادمغة من كل الديانات في جل الدول المتقدمة ،تفوم بواجبها العلمي الدي يعود بالنفع الدي لا يحصى و لا يعد على هده الدول،كما تقوم هده الادمغة بواجبها الاجتماعي على احسن وجه من حيث تربية و توجيه ابنائهم و دمجهم بين افراد هده المجتمعات ،لخير دليل على براءة الديانات.