من المعلوم ان هذه البواليع، مع تفرّعاتها في العمق الصخري، غير معروفة الحدود، وسدّها غير محسوم النتائج ان لناحية ضبط مياه السد ومنعها من التسرب، او لناحية سد الفتحات التي تغذي ينابيع وخزانات جوفية في مناطق اخرى يمكن ان تتأثر بهذا الاغلاق الشنيع لمجاري المياه. وكان يمكن المخطط او الجهات المشرفة او المتعهد السؤال عما حصل في سدي بريصا أو القيسماني (فوق حمانا) اللذين وقعا في المشكلة نفسها وأخفقا في تخزين الماء.
هذه البواليع غير معروفة الحدود وسدّها غير محسوم النتائج لناحية ضبط مياه السد من التسرب
البواليع هي مسارب حقيقية نحو المنطقة المشبعة للمخزن الكارستي. وبواليع سد بلعه وجد قعرها النهائي في آبار تنورين وبشتودار القريبة من موقع السد على عمق حوالي 450 - 470 متراً. فكيف حدّد المتعهد او المخطط كمية الإسمنت المطلوبة لسد البواليع وهو لا يعرف حجم الفراغات وأبعادها؟ ولماذا لم يقم الخبراء بإزالة الأتربة وكشف الفراغات لمعرفة طبيعة الارض والفراغات التي لا علاج لها؟ لو جرى ذلك لأمكن وقف الاعمال وتقاضي الاتعاب، بدل الاصرار على محاولة سد الفراغات.
بعد سنوات من المكابرة في وجه الطبيعة، وعمليات الترقيع السخيفة، علمياً وهندسياً، إنتصرت الطبيعة وفشلت كل الجهود للوقوف في وجه مسارات المياه السطحية والجوفية التي شقت طريقها منذ ملايين السنين.
العلم يؤكد، بلسان كل الخبراء الجيولوجيين الأجانب، أن جبالنا مخازن حقيقية فقط للمياه الجوفية. وهؤلاء لم ينصحوا بالتخزين السطحي. فمن سيتسلم مصيبة سد بلعه ويدفع أتعاب العمل الإجرامي الترقيعي لقاعدة السد بعد اليوم؟ ومن سيكمل بسياسة السدود الخرقاء؟ واي خبراء وعلماء ومهندسين سيقومون بالتغطية على هذه الارتكابات بحق الطبيعة والخزينة؟
* خبير هيدروجيولوجي.