ثمة من يعزو قلة الحماسة الى النظام الداخلي الذي ينص على أن ينتخب المنتسبون في البلدات التي يسكنونها لا مسقط رؤوسهم كونها انتخابات حزبية وليس بلدية أو نيابية، وبالتالي ما الذي سيشجع ابن عكار أو البترون أو عاليه وغيرها على انتخاب منسق بلدة متنية؟ فيما يُرجع آخرون هذه «البرودة» الى أن العونيين لا يحبّذون خوض معركة انقسامات جديدة في ما بينهم ويفضلون «التزكية أو التوافق على التنافس، ولو الديمقراطي».
لا منافس بعد
لخوض مواجهة خاسرة ضد هشام كنج
أضف الى ذلك أن نتائج التصويت في بعض البلدات معروفة مسبقاً وتصبّ جميعها في صندوق الهيئة الحالية ـ الأمر الذي يضاعف احتمال عدم ترشح أي حزبي في وجه كنج، طالما أن المعركة خاسرة.
ويتركز ثقل بطاقات المنتسبين في بلدات ساحل المتن وبعض بلدات الجبل الكبيرة. وتشير خريطة توزع الأصوات الى أن من يحسم الساحل لمصلحته يفز بمنصب منسق القضاء. أما الجولة على بلدات الساحل، فترجح فوز كنج بغالبية الأصوات نظرا الى نفوذ الهيئة القوي هناك، بدءاً من سن الفيل حيث المعركة محسومة، وصولاً الى الدكوانة حيث يحسم المختار أمين خوري النتائج لصالح المرشح الذي يؤيده، والمرجح أن يقف الى جانب الهيئة أي كنج. في الجديدة ــــ البوشرية ــــ السدّ، الغالبية تؤيد الهيئة فيما يحوّل غياب أي مرشح منافس الأصوات المعترضة الى أصوات غير مؤثرة. وفي جل الديب، مسقط رأس كنج، يحظى الأخير بتأييد المنتسبين، وكذلك في انطلياس حيث لا معارضة فعلية. وفي ضبيه ــــ عوكر ــــ ذوق الخراب، تميل الكفّة الى الهيئة أيضاً كون أحد أعضائها، نائب المنسق عبدو لطيف ينتمي الى البلدة وينشط فيها بحيوية. أما في بصاليم، فيتوقع أن يحصد كنج أيضاً غالبية الأصوات. فيما النتائج غير واضحة في المنصورية حتى الساعة.
في وسط المتن والجبل تختلف الأجواء. اذ يمكن للهيئة أن تحسم النتائج في بعض البلدات كمزرعة يشوع ونابيه وعين عار وقرنة شهوان وبرمانا وبعبدات والقعقور. فيما توحي توجهات بعض البلدات كبيت مري وديك المحدي وعين سعادة ووطى المروج وبولونيا وضهور الشوير والخنشارة وغيرها، بإمكان بروز تحدّ جدّي في حال لم تقتصر المعركة على مرشح واحد. والأهم، أن في المتن الشمالي رأياً يخالف مقولة «من يربح الساحل يربح القضاء» مشيراً الى أن أصوات الجرد مجتمعاً يمكن أن تشكل فارقاً غير متوقع في حسابات هيئة التيار، وبالتالي لا شيء مضموناً، ويفضّل الابتعاد عن الأحلام الوردية.