محافظ حلب لـ«الأخبار»: الوضع الميدانيّ في تحسّن مستمرمحافظ حلب أحمد حسين دياب أكّد لـ«الأخبار» أنّ «الوضع الميدانيّ في تحسّن مستمر، لا سيّما بعد استعادة الجيش السوري والقوّات الرديفة لمنيان». دياب أوضح أنّ «القذائف الصاروخيّة التي استهدف الإرهابيّون بها الأحياء السكنيّة أدّت حتى الآن إلى استشهاد اثنين وأربعين مواطناً، وجرح سبعمئة آخرين»، وأضاف «أطلق الإرهابيّون أيضاً قذائف تحوي غازات سامّة، ما أدّى إلى إصابة أكثر من خمسين شخصاً بحالات اختناق». وكانت مجموعات «جيش الفتح» قد أطلقَت قذيفتين صاروخيتيّن (على الأقل) مزوّدتين بغاز سام (يُرجّح أنّه غاز الكلور) في محيط أكاديمية الأسد (وهو محيطٌ سكنيّ)، ما أدّى إلى «إصابة خمسة وثلاثين مدنيّاً بحالات اختناق»، وفقاً لوكالة سانا. ومساء أمس، أصدرت مجموعات «جيش الفتح» بياناً أعلنت فيه «انتهاء المرحلة الأولى من "غزوة أبو عمر سراقب"»، وأعلن أحياء «حلب الجديدة، مشروع 3000 شقّة، الحمدانية، سيف الدولة، العامرية، أحياء حلب القديمة، سوق الهال، المشارقة، الإذاعة، صلاح الدين، مناطق عسكريّة». ومن المرجّح أن تشهد معظم تلك المناطق هجمات إشغال تهدف إلى تشتيت انتباه القوّات المدافعة، فيما يُتوقّع أن تسعى المجموعات إلى إيلاء محور العامريّة اهتماماً خاصاً نظراً إلى أهميّته الاستراتيجيّة في ما يتعلّق بفك الطوق الذي يفرضه الجيش السوري على مسلّحي الأحياء الشرقيّة. بدوره، بادر الجيش السوري منذ مساء أمس إلى شنّ هجمات استباقيّة على عدد من محاور الأحياء الشرقيّة، لا سيّما بستان الباشا، المرجة، والمدينة القديمة.
في الأثناء، واصلَت معظم القوى المنخرطة في «ماراثون الباب» السعي إلى تقريب المسافات التي تفصلُها عن المدينة التي تُعتبر آخر معاقل تنظيم «داعش» في ريف حلب (38 كيلومتراً شرق حلب). وحتى الآن، توحي المؤشرات بأن المعارك المفتوحة على أبواب حلب لم تؤدّ إلى ثني الجيش السوري عن خططه على هذا الصعيد. وشهد يوم السبت تطوّراً مهمّاً يصبّ في هذا السياق، تمثّل في نجاح الجيش في استخلاص مدرسة المشاة (التي تحظى برمزيّة خاصّة) من قبضة تنظيم «داعش»، إضافة إلى «معمل إسمنت المسلميّة» وقرى فافين وتل شعير وكفر قارص وتل سوسين. وفيما راجت أوّل الأمر أنباء عن أن القوّات التي سيطرت على تلك المناطق تابعة لـ«قوّات سوريا الديمقراطيّة»، أكّدت مصادر مرتبطةٌ بالأخيرة لـ«الأخبار» أنّ «هذه الأنباء غير دقيقة». وكشفت مصادر لـ«الأخبار» أنّ «المجموعة التي سيطرت على تلك المناطق هي مجموعةٌ شُكّلت حديثاً من أبناء القرى المحيطة تحت اسم "لواء شهداء كفر صغيرة"»، وجاء في بيان تشكيله أنّ السيطرة تمّت «بمؤازرة من وحدات الجيش السوري». ويكتسب هذا التطوّر أهميّة خاصّة نابعةً من أنّ معظم سكّان قرية «تل صغيرة» من الأكراد السوريين، في وقت تقف فيه العلاقة بين الجيش السوري والقوى الكرديّة أمام رهانات قد تدفعها إلى تكريس تحالفات جديدة. بدورها، واصلت قوات الغزو التركي الاستعداد لمعركة الباب بالاستعانة بالمجموعات المنضوية في «درع الفرات». ودفعت أنقرة بتعزيزات عسكريّة إلى منطقتي قرقميش وأوغوز إلي الحدوديتين تمهيداً لزجّهما في المعارك، فيما تبادلت مجموعات «درع الفرات» وتنظيم «داعش» السيطرة على عدد من المواقع شمال الباب، فبسطت «درع الفرات» سيطرتها على قريتي شدود وسلوى، فيما أفلح «داعش» في استعادة قرية قعركلبين (شمال غرب الباب).