رُبّ قائل أن «الاتحاد من أجل المتوسط»، هو أضعف من أن يستحق حبر هذه الكلمات كلها. لكن بمعزل عن بهتان صورته ووظيفته، حتى عند مؤسسيه الأصليين، يصبح السؤال كبيراً جداً: ما لم يعطه لبنان في زمن قوة الاتحاد، لماذا قرر أن يعطيه اليوم؟ إنه التطبيع بعينه، فالاتحاد هو «الفوروم» الثاني بعد الأمم المتحدة، الذي يقبل لبنان بالجلوس فيه مع إسرائيل من دون أي تماس ثنائي مباشر. في بداياته، انعقد «الاتحاد من أجل المتوسط»، على مستوى رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية، قبل أن يهزل تدريجاً، خصوصاً، بعد عام 2011، تاريخ اندلاع الأزمة السورية، فيكتفي المشاركون بتمثيل لا يتعدى حدود مندوبي الدول في الاتحاد الأوروبي.