أدّت غارتان جويتان لـ«التحالف» إلى استشهاد وجرح عشرة عمال
وجاء خطاب زعيم «أنصار الله» تزامناً مع هزيمة إعلامية جديدة حلّت بقوى الغزو الخليجي وداعميهم على الساحل الغربي، مُترجِمةً الواقع الميداني على الجبهات الجديدة والمائل لمصلحة القوات اليمنية. صحيح أن صنعاء لم تشأ خوض «معركة الصورة» على مطار الحديدة، تأكيداً لعدم اعتبار المعركة سوى جولة صغيرة ضمن حرب أكبر، لا معنى استراتيجياً للمطار فيها، لكن ما لم يكن متوقعاً أن يأتي الانتصار «على طبق من فضة»، من خلال فشل الهجوم الضخم الذي تجدد على المطار، إلى أن انجلت غبرته مساء أمس عن تسجيل مصور جديد للقيادي في «أنصار الله»، محمد البخيتي، من قلب المطار. شريطان مصوران للبخيتي كلّفا الإمارات، عبثاً، عشرات الغارات وقصفاً مكثفاً من البحر، ومقتل العشرات من قوى المرتزقة والتكفيريين الذين زُجّ بهم في الهجوم. لكن الأسوأ بالنسبة لأمراء الحرب الذين يراقبون المعركة من بعيد ثمن إعلان احتلال مطار الحديدة أكثر من مرتين في الأيام القليلة الماضية، على لسان قناتَي «سكاي نيوز» الإماراتية و«العربية» السعودية، بل وعلى على لسان المتحدث باسم العدوان تركي المالكي، وقائد العمليات في الساحل الغربي عبد السلام الشحي. أكثر من ذلك، أعطى النصر الإعلامي الزائف حماسة مبالغاً فيها للمهاجِمين، بلغت حد الحديث عن قطع طريق الحديدة ـ صنعاء، والبدء باقتحام الأحياء في قلب الحديدة، والشروع في النقاش حول توقيت وخطط اقتحام الميناء.
وفي تفاصيل الميدان، تحولت منطقة الدوار التي شنّ المهاجمون منها آخر زحف باتجاه المطار إلى منطقة اشتباكات واستنزاف، أبعدتهم عن مشارف المطار وجعلت من مهمة استعادة المبادرة وتجديد الهجوم أكثر صعوبة. وبحسب مصادر «الأخبار»، فإن خطوط الإمداد لا تزال مقطوعة على المهاجمين في أكثر من نقطة على الساحل الغربي، علماً أن بقاء هذه المناطق بيد القوات اليمنية المشتركة يساهم في احتفاظها باليد الطولى ميدانياً، ومفاقمة استنزاف القوات المهاجِمة، وتكبيدها خسائر أكبر عبر اصطياد المدرعات والآليات في الساحل السهلي المكشوف، بسبب تقطيع أوصالها وخط تواصلها الميداني المباشر. ومن المتوقع، وفق المصادر، تفعيل هذه الاستراتيجية الميدانية بشكل أكبر ابتداءً من اليوم، ما سيجبر المهاجمين على التراجع أكثر، ويضيّق الخناق عليهم في أكثر من منطقة، ويصعّد من العمليات الدفاعية وعمليات الاستنزاف على وجه مضاعف من الذي شوهد في الأيام السبعة الفائتة. وتجددت، خلال الساعات الماضية، عمليات الإجلاء عن طريق البحر لجرحى القوات المهاجِمة، والذين ترتفع أعدادهم مع كل وقت يمرّ على إصرار القيادة الإمارتية على خوض المعركة بلا جدوى.
وأفرج «الإعلام الحربي» اليمني، أمس، عن جانب من عمليات الرصد والاستطلاع لسلاح الجو المسيّر، في خطوة غير مسبوقة بيّنت دخول الطائرات بلا طيار ميدان المواجهة، وتحليقها على طول الساحل الغربي، بعد أنباء عن تنفيذها أكثر من عملية قصف، إحداها نجحت، بناءً على معلومات استخبارية، في الوصول إلى اجتماع ضم قيادات ميدانية رفيعة للقوات المهاجِمة. وبعدما استخدمت القوات اليمنية بفاعلية الصواريخ المضادة للدروع، لا سيما على جبهة الفازة، شهد الميدان في الساعات الأخيرة ظهور العبوات الناسفة، التي دمرت ثلاث آليات محملة بالجنود في الدريهمي إلى جنوب منطقة الدوار. ولا تزال القوات اليمنية تستفيد من محاصرة القوات المهاجِمة لضربها بسلاح المدفعية، وهو ما تكرر أمس في الدريهمي، إلى جانب استخدام سلاح القناصة كما حصل في منطقة الجبيلة.
في غضون ذلك، عمد طيران التحالف السعودي ـ الإمارتي، أمس، إلى استهداف ناقلة ركاب مدنية في مدينة الحديدة بغارتين جويتين، ما أدى إلى استشهاد وجرح عشرة عمال يعملون في نقل الإطارات والزيوت، وتضرر المحلات المجاورة في منطقة جولة يمن موبايل، وذلك عقب حديث وسائل الإعلام التابعة لـ«التحالف» عن السيطرة على المنطقة المذكورة. وكان طيران التحالف ارتكب مجزرة مروعة، أول من أمس، راح ضحيتها ستة مدنيين بينهم أربعة نساء، جراء قصف ناقلة ركاب مدنية بمنطقة جولة الغراسي في الحديدة.