أبدت عُمان استعدادها للتوسط بين الولايات المتحدة وإيران
لكن، قبالة الردود الدبلوماسية الرافضة للقاء ترامب «بلا شروط»، سجّل قائد الحرس الثوري، الجنرال محمد علي جعفري، رداً أكثر حدة على تصريحات ترامب، بالقول إن «إيران ليست كوريا الشمالية كي تقبل عرضك بعقد اجتماع. حتى رؤساء الولايات المتحدة الذين سيأتون بعدك لن يروا هذا اليوم». ولئن كان تعليق جعفري يتضمّن موقفاً مبدئياً من أساس فكرة اللقاء مع الرؤساء الأميركيين، إلا أنه لم يتطرق بشكل صريح لرفض مبدأ الحوار بشروط، ولو بصورة غير مباشرة أو بمستويات أقل من قمة رئاسية، بل استعار تجربة كوريا الشمالية، ليؤكد هو الآخر «عدم الثقة» بالإدارة الأميركية.
وبالعودة إلى الردود السياسية على كلام ترامب، كان الرد الرسمي من وزارة الخارجية أكثر تفصيلاً في إبداء الرفض والتوجس من الدعوة، لا على طريقة رفض مبدأ الحوار. وقال المتحدث باسم الوزارة، بهرام قاسمي، إن تصريحات ترامب لا تتناسب وأفعاله، فـ«العقوبات والضغوط هي النقيض التام للحوار»، متسائلاً: «كيف يمكن ترامب أن يثبت للشعب الإيراني أن تصريحاته الليلة الماضية تعكس نية حقيقية للتفاوض، وأنه لم يدل بها بغرض تحقيق مكاسب شعبوية؟». وتابع قاسمي قائلاً إن بلاده «من دعاة الحوار والمنطق، ولو التزمت شيئاً تبقى على التزامها. لكن الحوار الذي يدعو إليه ترامب لا بد أن تتوافر له الظروف وتكون له تعهدات لم نر أياً منها، لا من ترامب ولا من زملائه».
هذه التصريحات وغيرها، الخارجة من طهران، تقاطعت عند رفض الحوار، وقبوله بشروط وضمانات وطمأنات أميركية أقلها العودة إلى الاتفاق النووي والتوقف عن ممارسة الضغوط، ما يعني رمي الكرة في ملعب الإدارة الأميركية، لسلوك طريق جدي غير طريق العقوبات والضغوط، وبعيداً من أسلوب الانتصارات الإعلامية لمشهدية اللقاء والمصاحفة، التي يسبقها التفاوض على حافة الهاوية. كيف يمكن أن يُترجَم ذلك؟ لا شيء يؤكد بعد صحة ما يتردد عن وساطة عمانية، وإن أبدت مسقط استعدادها لذلك على لسان وزير خارجيتها، يوسف بن علوي. أما وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، فقد أعرب أمس عن تأييده لتصريحات ترامب، لكنه أشار إلى أن الحوار له شروط تتمثل في إبداء طهران استعدادها لتغيير جذري لسلوكها داخلياً وفي المنطقة.