على امتداد الأزمة السوريّة، احتفظ الشمال بثقَلٍ خاصّ في كل الملفّات والمراحل. ورغم أنّ كلّ واحدة من الجهات الحدوديّة الأربع تصدّرت واجهة المشهد في بعض المراحل، انطلاقاً من خصوصيّة تميزها، فإنّ تعقيدات الشمال ظلّت باستمرار حاضرة ومؤثّرة. الثقل الاستثنائي الذي حظي به الشمال السوري في إذكاء نار الحرب، يفرض نفسه اليوم على مفترق الطرق الأخير ويستعدّ للعب دور يتجاوز مستقبل «الحرب والسلم» إلى مستقبل البلاد برمّتها. ثمّة أربع بؤر شماليّة، لكلّ منها تعقيداتها الخاصّة بها، والمتداخلة في الوقت نفسه مع تعقيدات البؤر الأخرى.