وإذ كان الصفاء يعرف أن قوة العهد هي على الطرفين وانسحاباً إلى العمق حيث يقوم محمد حيدر وتوشيف بالدورين الهجوميين، ابتعد لاعبو العهد عن المواجهات الثنائية على الجناحين لتفادي الوقوع في فخ مواجهة أي دفاع مزدوج مع وجود زين طحان وعمر الكردي على الميمنة، وحاتم عيد وحسن هزيمة على الميسرة. وهنا كان العمل عبر مفتاح اللعب العهداوي، أي حيدر الذي انتظر دائماً عدم الاصطفاف الصحيح لخط دفاع الصفاء أو تقدّمه لمواكبة لاعبَي الارتكاز، في محاولة وقف الهجمة العهداوية، ليلعب الكرات في ظهر الدفاع، واضعاً أكثر من مرة زملاءه في مواجهة الحارس الدولي محمد طه الذي قدّم أسوأ مباراة له منذ بداية مشواره في دوري الأضواء، وتحت أنظار مدرب المنتخب الوطني المونتينغري ميودراغ رادولوفيتش الذي تابع اللقاء من المنصة الرسمية. تغيير فاليريو لطريقة لعبه إلى 4-3-3 في الشوط الثاني لم ينفع، ولو أنها حرّكت فريقه نسبياً وسط خطورة طفيفة على مرمى «المتفرّج» على العرض الهجومي لفريقه، أي الحارس مهدي خليل.
شاهد مرمر استراتيجية الصفاء في وديّة أمام التضامن وفهم طريقة لعبه
هدفان آخران، الأول بالخطأ من علي السعدي في شباك فريقه، والثاني بالطريقة المدروسة، أي بضرب الدفاع في الظهر بكرة طويلة، وقّع عليه حسين دقيق.
وفي ظل بقاء لاعبي الصفاء عاجزين هجومياً مع عدم وجود أي لاعب قادر على ربط الخطوط حيث بقوا بعيدين بعضهم عن بعض، أعطى العهد درساً في كيفية المقاربة التكتيكية لأي موقفٍ صعب يواجهه من خلال معرفته الاستحواذ والضغط في وسط الملعب كمجموعة واحدة، إضافةً إلى عزل أي مهاجمٍ على غرار ما فعل نور منصور وخليل خميس في مواجهة الكاميروني إرنست أنانغ. وطبعاً، استفاد بطل الموسمين الأخيرين من الانسجام بين لاعبيه المميزين، ومنهم من شارك بديلاً، أمثال ربيع عطايا الذي أهدر ركلة جزاء في أول ظهور رسمي له في الدوري بالقميص الأصفر.
إذاً، فوز كبير للعهد، لكنه ليس بالفوز العابر أبداً بالنسبة إلى كل منافسيه الذين باتوا يعرفون مدى صعوبة المهمة في مواجهته حيث عليهم تقديم الكثير لإيقافه، بينما سيقف الصفاء ابتداءً من اليوم أمام مهمة ترميم صورته التي اهتزت بنحو كبير وإيجاد الترياق اللازم لمشاكل كثيرة ضربت الفريق بأسره.