لا يختلف إثنان على مكانة صيدا في التاريخ السياسي والنضالي والثقافي، الجنوبي خصوصاً واللبناني عموماً. هذه المدينة الساحلية التي عانت إهمالاً كبيراً على الرغم من كثرة الوعود (خصوصاً منذ التسعينيات)، تكبّد أبناؤها مرارة الضيق والتراجع على مختلف المستويات. لعلّ آخر الأزمات التي مرّت بها هي عزلتها عن محيطها، ورزوحها تحت خطر الجماعات المتشدّدة، على رأسها أحمد الأسير. غيمة مرت في سماء الجنوب، حاولت بعدها صيدا التقاط أنفاسها وجذب أولاد المناطق المجاورة وكل لبنان إليها. فمنذ ثلاث سنوات، وُلدت «مهرجانات صيدا الدولية» واستقطبت حتى الآن عدداً كبيراً من الفنانين اللبنانيين والعرب، ثم بتنا نشهد كل فترة إقامة فعاليات فنية وثقافية (ولو خجولة) في فضاءات مختلفة من المدينة (حانة «سهرية» مثلاً)، كأنّنا بـ «بوّابة الجنوب» تخلع عنها رداء القهر. توالت بعدها المبادرات الفردية والجماعية لاسترجاع بعض أمجاد الماضي. هنا نتوقف عند بعض الفضاءات التي افتتحت أخيراً في المدينة، فيما يواصل بعضها الصمود والمقاومة واجتياز الامتحانات المختلفة مثل «مركز معروف سعد الثقافي»