موسكو: من المبكر الحديث عن الانتهاء من إنشاء «المنطقة منزوعة السلاح» في إدلب
وفي موازاة الترحيب الروسي بجهود تركيا في إدلب، تقود موسكو مبادرة لإيجاد حل دائم لمخيم الركبان على الحدود الأردنية السورية. وبعدما كشفت مصادر رسمية روسية عن اجتماع مرتقب في الأردن بعد غد، لنقاش مصير المخيم، أعلنت عمّان أمس بدء محادثات أردنية ــــ أميركية ــــ روسية، في هذا الشأن. وقالت وزارة الخارجية الأردنية إن «روسيا عرضت خطة لحلّ المشكلة في تجمع الركبان عبر عودة قاطنيه إلى مناطقهم الأصلية بعد حوار مع الأردن، الذي أكد أنه لن يقبل بتحمّل مسؤولية التجمع»، مؤكدة دعم الجانب الأردني لهذه الخطة الروسية. وكان لافتاً أن الأردن لا تريد التورط في أي دور مستقبلي مرتبط بهذا المخيم، إذ اعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية ماجد القطارنة، أن «قضية تجمع الركبان هي قضية سورية أممية... والطريق إلى الركبان سالكة من الداخل السوري الآن، وعليه لا بدّ أن ترسل مساعدات له من الداخل السوري». ولم يخرج أي موقف أميركي مباشر من هذه المحادثات الثلاثية المعلن عنها، إلا أن «التحالف الدولي» أصرّ على تعظيم دور الفصائل المسلحة التي يدير عملها في محيط التنف، في حماية قوافل المساعدات الأممية التي دخلت المخيم أخيراً.
ووسط الحديث عن تأمين المخيم ومنطقة التنف من قبل «التحالف» والمسلحين الموالين له، برزت أسئلة جديدة أمس مع الإعلان عن تحرير المدنيين المختطفين على يد «داعش» من السويداء، في ريف حمص الشرقي. إذ تمرّ طريق عبور عناصر «داعش» والمختطفين من ريف السويداء الشرقي نحو منطقة حميمة وشرق السخنة، في محيط (أو عبر) المنطقة «الآمنة» التي يفرضها «التحالف» الدولي حول قاعدته في التنف؛ خصوصاً أن الأخير سبق واستهدف عدة قوافل ودوريات تتبع القوات الحليفة لدمشق في نقاط تجاور المنطقة الآمنة، مؤكداً أنه يرصد جميع التحركات التي تجري هناك. وكان الجيش السوري قد أعلن تحرير المختطفين والمختطفات من ريف السويداء الشرقي، في منطقة حميمة، ليغلق هذا الملف في شكل كامل. وبالتوازي مع استعادة المختطفين، كثف الجيش استهدافه لمواقع «داعش» في محيط تلول الصفا، بعد وصول تعزيزات خلال الأيام الماضية، تضم تشكيلات من وحدات الجيش والقوات الرديفة له. وينتظر أن تشهد الأيام المقبلة زخماً عسكرياً واسعاً على هذا المحور، بعد خروج ورقة المختطفين من إطار المساومات.