رياض درار: العمل مستمر لإنجاز اتفاق ذي طابع إداري وسياسي لمناطق شرق الفرات
خطوة الجيش وما رافقتها من تصريحات ومواقف، تأتي ضمن مسار تفاوض ترعاه روسيا، وتتناسب سرعة التقدم عبره مع التطورات المستجدة في ملفي منبج وشرق الفرات. وهي أكدت استعداد دمشق للتدخل وحماية مناطق سيطرة «قوات سوريا الديموقراطية» في إطار اتفاق مكتمل الأركان، يراعي عودة سيادة الدولة ومؤسساتها. وعلى رغم أن الانتشار في محيط منبج ما زال في مرحلته الأولى، ويشابه في شكله دخول قوات إلى عفرين قبل احتلالها من تركيا، غير أن طبيعة القوات وجاهزيتها تشي بغير ذلك. فعلى عكس الحال في عفرين حينما أرسلت قوات رديفة للجيش بتجهيزات عسكرية خفيفة، تتبع الوحدات التي انتشرت في ريف منبج الغربي إلى «الحرس الجمهوري» و«الفرقة الأولى». وتؤكد مصادر أن تلك القوات تلقت أوامر بالرد على أي تحرك عدواني من قبل القوات التركية أو الفصائل التابعة لها. وبينما تتواصل تعزيزات الجيش إلى بلدة العريمة، دفعت أنقرة بأرتال من فصائل «الجيش الوطني» إلى ريفي الباب ومحيط ريف منبج الغربي. وسُجّل دخول «حركة أحرار الشام» و«فيلق الشام» و«جيش الإسلام» ضمن قائمة الفصائل المشاركة في التحشيدات التركية التي تهدد باجتياح المدينة.
وعلى رغم أهمية الوجود الميداني القريب من منبج لقوات الجيش إلا أن مصير المدينة ما زال رهن توافقات دولية في سياق يشمل مناطق شرق الفرات أيضاً. وينتظر أن يكون اجتماع موسكو اليوم، بين وفد من كبار المسؤولين الأتراك، ونظرائهم الديبلوماسيين والعسكريين الروس، محطة هامة في هذا السياق. فمن دون توافق مع الجانب التركي على دخول القوات الحكومية سيكون وجود «التحالف» عاملاً مساعداً لأنقرة ومثبّطاً لأي جهد حكومي سوري، خصوصاً أن الأميركيين تعهدوا لتركيا بانسحاب «منسّق وبطيء». وسيعتبر أي تحرك لقوات الجيش السوري نحو منبج حينها، وإن جاء برضى «الوحدات» الكردية و«مجلس منبج العسكري»، عملاً «عدوانياً» ضد قوات «التحالف»، من شأنه تعقيد المشهد أكثر. وكان لافتاً أن الموقف التركي من خطوة دمشق أمس، لم يحمل رسائل حادة اللهجة؛ إذ اعتبر الرئيس رجب طيب أردوغان، أن التحرك يدخل ضمن نطاق «الحرب النفسية»، مشيراً إلى أن «هذه المناطق (شرق الفرات ومنبج) تنتمي لسوريا وفور أن تغادرها المنظمات الإرهابية لن يبقى لدينا ما نفعله هناك». كذلك، حاولت موسكو تخفيف حدة مجريات أمس، فرحّبت بخطوة الجيش السوري من جهة، وأكد وزير خارجيتها سيرغي لافروف، أن بلاده «ترى خطط أنقرة لمكافحة الجماعات الإرهابية في شرق الفرات من منظور تخليص الأرض السورية من الإرهاب، واستعادة وحدة سوريا واستقلالها» من جهة أخرى.