أفادت معلومات أولية بانتقال قائد «الزنكي» إلى تركيا
وسيكون هذا الحراك الأميركي، الأول في نوعه ومستواه بعد قرار البيت الأبيض الانسحاب من سوريا؛ كذلك فإنه يتزامن مع توجه لافت في عدد من الدول العربية، لإعادة فتح القنوات الديبلوماسية والأمنية مع دمشق. ويحتمل أن يتضح التوجه التركي حيال منبج وشرقيّ الفرات عقب زيارة بولتون المنتظرة، التي تأتي بعد نحو أسبوع على اللقاء الروسي ـــ التركي، الرفيع المستوى، في موسكو. وانتقدت تركيا أمس تصريحات بومبيو الأخيرة في شأن مصير شرق الفرات، التي قال فيها إن أحد أهداف بلاده «منع الأتراك من قتل الأكراد». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي، إن «مساواة الوزير بومبيو، منظمة إرهابية (وحدات حماية الشعب الكردية) مع الأكراد، حتى لو لم يكن مقصوداً، يدلّ على نقص مقلق في المعلومات» لديه. وكانت مصادر في وزارة الخارجية الأميركية قد أوضحت أن واشنطن «لا تملك الآن جدولاً زمنياً لانسحاب القوات». وبينما أكدت تلك المصادر، وفق ما نقلت عنها وسائل إعلام أميركية، الأهمية المعطاة لتنسيقه مع «الحلفاء»، لفتت إلى أنه يجري العمل حالياً على الخطط اللازمة لهذه الخطوة. وبالتوازي، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية، قولهم إن القوات الأميركية تشارك في العمليات الجارية ضد «داعش» في وادي الفرات شرقي سوريا، إلى جانب الدعم المدفعي والجوي المقدم في إطار «التحالف الدولي».
وفي انتظار بيان نتائج النشاط الديبلوماسي الأميركي، ستبقى معارك أرياف حلب وإدلب وحماة، في واجهة الأحداث الساخنة. فبعدما فرضت «تحرير الشام» سيطرتها على بلدات عنجارة والهوتة وكفرناها، وواصلت طرد بقايا «حركة الزنكي» من ريف حلب الغربي، تحدثت أوساط معارضة عن تعزيزات أرسلتها «تحرير الشام» من بلدة سرمدا جنوباً، نحو جبهات ريف إدلب وحماة، بعدما كسبت «الجبهة الوطنية» نقاطاً ميدانية مهمة هناك خلال اليومين الماضيين. وأصدرت «تحرير الشام» بياناً أمس، خصصت فيه مكافأة مالية لعناصر «الزنكي» ممن «التزموا» مواقعهم في محيط مدينة حلب الغربي، ولم يشاركوا في القتال إلى جانب فصيلهم. ولم تخرج أي معلومات دقيقة عن مصير قائد «الزنكي» توفيق شهاب الدين، بعدما تناقلت أوساط مقربة من «تحرير الشام» نبأ اعتقاله؛ غير أن معلومات أولية تفيد بأن شهاب الدين وصل إلى تركيا، وهو ما يتساوق مع صور تناقلتها أوساط معارضة أمس من مكتبه عقب اقتحام «تحرير الشام» له، تُظهر لوحة التعريف الاسمية لشهاب الدين، دون نشر أي صور له. ويرجّح أن تستكمل «تحرير الشام» تثبيت نفوذها في المناطق التي سيطرت عليها في ريف حلب الغربي، لما لها من أهمية في وصل أرياف إدلب وحماة مع منطقة عفرين ومع المعبر الأهم باتجاه لواء اسكندرون، وهو باب الهوى. وتشرف هذه النقاط على الطريق الرئيس الذي استخدمته القوات التركية في الدخول إلى عمق الأراضي السورية وتثبيت «نقاط مراقبة» في محيط منطقة «خفض التصعيد» في إدلب ومحيطها، كذلك فإنها تفرض نفوذاً مطلقاً لـ«تحرير الشام» على طوق مدينة حلب القريب من الجهة الغربية.