يشعر الرئيس اليساري بأنه امتصّ صدمة المحاولة الانقلابية. نيكولاس مادورو أكثر اطمئناناً اليوم بعد أيام من تصعيد الهجوم الأميركي، في ظلّ المواقف الداعمة من فئة واسعة من الشعب خرجت في تظاهرات التأييد، وموقف الجيش الواضح والحاسم إلى جانبه، وكذلك المواقف الدولية المتضامنة. هذه الأسباب جعلت من الرجل يظهر في مؤتمره الصحافي الطويل أمس بمظهر الواثق، لكن في الوقت نفسه المستعد لمجابهة الأخطار الخارجية التي قد لا تقف عند حدود ما يجري، و«المقاومة» و«المضي على نهج سيمون بوليفار» في الدفاع عن استقلال البلاد «ضد الإمبريالية الأميركية» كما قال. أما غريمه الانقلابي، خوان غوايدو، المتواري عن الأنظار والرافض لدعوة الحوار التي وجّهها مادورو، فلا يزال واثقاً هو الآخر بالتجييش الأميركي المتواصل لمصلحته، ضمن مشروع تبيّن أنه أُعدّ منذ أسابيع، قبل أن يطلق نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الثلاثاء الماضي، صافرة البداية في اتصال هاتفي مع غوايدو، وفق ما كشفت «وول ستريت جورنال». هذه الأجواء تقود إلى الاعتقاد بأن أزمة البلد اللاتيني الغني بالنفط، والمهدَّد بحرب أهلية جراء الانقسام العمودي الحاد والتدخل الخارجي، مفتوحة على التصعيد، بعدما ولّدت انقساماً دولياً سيعبّر عن نفسه في جلسة مجلس الأمن الدولي اليوم، والتي يتوقع أن تشهد منازلة روسية أميركية جديدة