في المقابل، نسبت قوات حفتر المسؤولية عن الهجوم إلى مجموعات مسلّحة تتبع «الوفاق»، وهو اتهام ردّدته في الأيام الماضية أيضاً عند سقوط بعض القذائف على أحياء مدنية، وقالت إنّ الهدف من ذلك ترويع المدنيين لاستمالة دعمهم إليها. وفي موازاة ذلك، أصدر المبعوث الأممي الخاصّ، غسان سلامة، بياناً أدان فيه الهجوم الصاروخي على الأحياء المدنية، وقال إنّ «استخدام الأسلحة العشوائية والمتفجرة في المناطق المدنية يشكّل جريمة حرب». وختم بيانه بالتشديد على أنّ «المسؤولية عن مثل هذه الأعمال لا تقع على عاتق الأفراد مرتكبي هذه الاعتداءات العشوائية فحسب، بل يمكن أن يتحملها أيضاً كل من يصدر الأوامر لهم».
تنذر زيارة السيسي لـ«محمد نجيب» بتسخير القاعدة مجدداً للطائرات المهاجم
على هامش القصف، وفيما توقّع قائد «غرفة عمليات أجدابيا» التابعة لقوات حفتر، اللواء فوزي المنصوري، أن تتم السيطرة على طرابلس قبل رمضان، توعّد الرئيس السابق لـ«المجلس الأعلى للدولة» المتمركز في طرابلس، عبد الرحمن السويحلي، قوات حفتر، قائلاً في تغريدة على «تويتر»: «سيدفع المجرم الأسير (حفتر) ومن ورائه فرنسا وأبو ظبي ثمن كل قطرة دم بريئة سالت من سكان طرابلس... لن أدخر جهداً أو يهنأ لي بال حتى تُتوج جهود الشرفاء بإسقاط هذا المستبد المجنون».
إقليمياً ودولياً لا تزال المواقف من الهجوم على العاصمة على حالها، مع بعض الإشارات التي قد تشهد تطوراً في المستقبل القريب. أهمّ المستجدات إجراء الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، زيارة لـ«قاعدة محمد نجيب العسكرية» غرب مصر. وفيما قالت وسائل الإعلام الرسمية إنّ الزيارة جاءت لـ«تفقد إجراءات التفتيش ورفع الكفاءة القتالية» بعد تطوير القاعدة، من الجدير التذكير بأنّ الطائرات المصرية والإماراتية الداعمة لحفتر تنطلق من هذه القاعدة، ما قد يُنذر بتسخيرها مجدداً في هذا الاتجاه.
إلى جانب ذلك، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، على هامش حضوره «منتدى التعاون العربي الروسي» في موسكو أمس، إنّه يوجد «إجماع على دعم جهود البعثة الأممية»، دون أن يتطرق إلى تفاصيل التطورات أو إدانة الهجوم على طرابلس. والاختباء وراء دعم الأمم المتحدة وحثّ جميع الأطراف على وقف القتل، موقف تلتزمه جميع الدول الداعمة لحفتر أو التي تتجنّب إدانته، ومن بينها فرنسا التي عرقلت أمس، إلى جانب روسيا، مبادرة بريطانية جديدة في مجلس الأمن لإصدار بيان يندّد بهجوم قوات حفتر.
أما إيطاليا، فعلى عكس التحفّظ الذي يكتسي تصريحات وزير خارجيّتها ومواقفه، تحدث وزير داخليتها ونائب رئيس الوزراء، ماتيو سالفيني، بوضوح أمس عن موقفه مما يحدث في طرابلس. وقال سالفيني في تصريحات إنّ بلاده تعمل من أجل «السلام والحوار ووقف إطلاق النار وتجنب إطلاق الصواريخ وغيرها من أسلحة الحرب التي لا تحل المشكلات. نعمل على ذلك ليلاً ونهاراً، ليس مع جميع الحلفاء الغربيين فقط، بل مع غيرهم». لم يتوقّف الرجل القوي في الحكومة الإيطالية عند ذلك الحدّ، بل قال إنّه واثق من أنّه «سيسود الحسّ السليم، ومبادرات الجنرال خليفة حفتر العسكرية، الذي حاول شنّ هجوم خاطف (على طرابلس)، في طريقها إلى النهاية».