الاثنين 9 أيلول، راسلت وزارة الخارجية والمغتربين، شفهياً، قنصلية إثيوبيا العامة في بيروت لمعرفة تفاصيل عن القصة، مع تأكدها، عبر دوائرها الإدارية، من أنّ المعنيين في القنصلية تسلموا الرسالة. إلا أنّ البعثة الإثيوبية اختارت الردّ بأسلوب «غير دبلوماسي»، عبر تجاهل رسالة «الخارجية»، مُتحججة بأنّها لم تتسلمها، «في محاولة لشراء الوقت، وعدم التعاون»، تقول مصادر دبلوماسية.
الإجراءات ستطال اليد العاملة الإثيوبية في لبنان وطلب عدم استخدام الخطوط الجوية الإثيوبية
وزارة الخارجية استدعت أمس القائم بالأعمال الإثيوبي، الوزير المفوض أكليلو تاتيري ويبي، الذي اجتمع برئيس الدائرة القنصلية المستشار جورج أبو زيد. مُمثل إثيوبيا لدى لبنان، لم يُدلِ بأي معلومات مُفيدة، فحمّلته الخارجية اللبنانية تحذيراً لدولته: «المطالبة بالمعطيات المتوافرة لدى السلطات الأمنية الإثيوبية، وبأجوبة واضحة عن هذا الموضوع، إلى يوم الاثنين القادم في حدّ أقصى، تحت طائلة اتخاذ تدابير مقابلة لضمان عدم تكرار هذه الحالة»، بحسب ما ورد في البيان الصادر عن «قصر بسترس». تُضيف مصادر دبلوماسية لـ«الأخبار» أنّه لُمِّح لأكليلو تاتيري ويبي إلى أنّ الإجراءات «ستطال إطلاق تحذيرات للجاليات اللبنانية، وطلب عدم استخدام الخطوط الجوية الإثيوبية، فضلاً عن إجراءات بحقّ اليد العاملة الإثيوبية في لبنان». إلا أنّ مُطلعين على القضية سجّلوا ملاحظة «في الشكل»، بأنّ اجتماع القائم بالأعمال الإثيوبي مع رئيس الدائرة القنصلية اللبنانية، وليس مع مدير الشؤون السياسية السفير غدي خوري، «يُترجم تعاطي الخارجية مع الموضوع بصفته أمراً إدارياً وليس سياسياً». في قصر بسترس المقاربة مختلفة، «نأخذ القضية على محمل الجدّ، ولكن إجراء يوم أمس شكّل الخطوة الأولى، ولا يُمكن أن نبدأ من رأس السلّم. إذا ما استدعى الأمر تصعيداً، سيكون هناك استدعاء للدبلوماسي الإثيوبي من قبل المراجع العليا في الوزارة».
متابعة اختطاف حسن جابر لا تنحصر بداخل لبنان. فالغابون أيضاً تقوم بجهود كبيرة، لمعرفة شيء عنه. أوقف جابر في إثيوبيا، التي كانت محطة عبور بين الغابون ولبنان، وكان يُسافر بجواز سفره الغابوني. هذا ما يُبرّر «استنفار» الدولة الإفريقية، التي تعتبر أنّها تُتابع مسألة تخصّ أحد مواطنيها. إضافة إلى عمل المسؤولين الغابونيين في إثيوبيا، استقبل أول من أمس، رئيس الوزراء ووزير الخارجية في الغابون، شقيق حسن جابر، رئيس الجالية اللبنانية في ليبرفيل، عماد جابر. أُبلغ الأخير أنّ الغابون بصدد إعداد ملف لتقديمه للسلطات الإثيوبية، للضغط من أجل الإفراج عن حسن جابر، بعد أن عجزت سفارة الغابون في إثيوبيا عن التوصّل إلى أي نتيجة.