ووفق أصحاب مكاتب السفر، فإنّ لدى «ميدل إيست» قدرة على تكريس دفع الفواتير بالليرة للاتحاد الجوي الدولي أسوة ببقية البلدان التي يتم الدفع فيها بالعملة الوطنية. لكن «الشركة ترفض التجاوب مع مطلبنا القاضي بالدفع بالليرة أو على أساس سعر الصرف الرسمي الذي تعتمده مع زبائنها المُباشرين، وهو ما يُعدّ احتكاراً لبيع التذاكر». كيف؟
يوضح أحد أصحاب المكاتب أن هذا الواقع بات يدفع المسافرين الى شراء التذاكر من «ميدل إيست» مباشرة، على حساب المكاتب المحكومة بأسعار أعلى كونها تُسدد فواتيرها بالدولار، علماً بأنّ مبيعاتها توازي 40% من مبيعات مجمل تذاكر السوق، كما أنها الشركة الوطنية الوحيدة القادرة على الدفع باتجاه اعتماد الدفع بالليرة اللبنانية.
دائرة العلاقات العامة في الشركة، في اتصال مع «الأخبار»، أوضحت أنها تلتزم ببيع تذاكرها بالليرة اللبنانية أو بالدولار على أساس سعر الصرف الرسمي، مُشيرةً إلى أنّ لاتحاد النقل الجوي الدولي سياسة خاصة به تُلزمه «جباية» الفواتير بالدولار. وهو ما يتناقض وما يقوله أصحاب مكاتب السفر الذين يتهم بعضهم الشركة بـ«النفاق» و«التضليل»، مؤكدين أن دور الاتحاد رقابي بحت، وملمّحين إلى أن الشركة تتعمّد ازدواجية الأسعار لتحتكر بيع التذاكر لمصلحتها.
أصحاب المكاتب: «ميدل إيست» يمكنها دفع «أياتا» لقبول الفواتير بالليرة
على صعيد مُتصّل، عقدت نقابة مكاتب السفر والسياحة التي تضمّ نحو 250 مكتباً، أمس، جمعية عمومية وقررت «اللجوء الى الوسائل القانونية عبر السعي إلى فرض مطلب الدفع بالليرة». وأوضح أمين سرّ النقابة ريمون وهبة «إننا تتفهّم تحركات بعض أصحاب المكاتب نظراً إلى الضرر اللاحق بهم». إذ إن بيع التذاكر هو «الخبز اليومي لأصحاب المكاتب». وفيما تحقق شركات الطيران المليارات حالياً «هبطت مبيعاتنا بشكل مُخيف. وهذا ما اضطر كثيرين إلى خفض رواتب الموظفين واتخاذ إجراءات تقشفية قد تُفضي إلى الإغلاق». وسأل: «لماذا لا يساوينا مصرف لبنان بالميدل إيست» بتأمين الدولارات على أساس سعر الصرف الرسمي؟ ولفت الى أن شركات الطيران «رغم أنها حالياً تجني أرباحاً على حساب مكاتب السفر، إلّا أنها غير مهيّأة لاستيعاب كل عمليات بيع التذاكر، وبالتالي لا مجال للاستغناء عن مكاتب السفر».