يعمل الجيش التركي بقاعدة المياه للحسكة مقابل الكهرباء لمناطق «نبع السلام»
وكان الأتراك قد قطعوا مياه الشرب عن الحسكة في الرابع والعشرين من الشهر الماضي لأحد عشر يوماً، وذلك لإلزام «الإدارة الذاتية» الكردية إيصال الكهرباء إلى تل أبيض ورأس العين اللتين يحتلهما، قبل أن يعيدوا الضخ بعد وساطة روسية انتهت بالاتفاق على إيصال المياه مقابل الكهرباء لمناطق «نبع السلام». بعد ذلك، اتهمت تنسيقيات المسلحين الموالين لأنقرة «الإدارة الذاتية» بانتهاك الاتفاق وتخفيض كميّات الكهرباء الواصلة إلى مناطقهم، ما دفع الجيش التركي والمسلحين إلى إيقاف الضخّ من «مياه علوك». في المقابل، ردّت «الذاتية» عبر مؤتمر لمديرية المياه، أكدت فيه أن «القوات التركية قطعت المياه بعد استفزاز الإدارة الذاتية بطلب الكهرباء وموادّ أخرى». وفي خطوة بدت كمحاولة لإلزام الأتراك قبول الأمر الواقع، كشفت الإدارة الكردية عن «البدء في حفر 50 بئراً ارتوازية لسدّ حاجة المنطقة من المياه». وأمام هذا الواقع، تبدو معاناة المدنيين مضاعفة نتيجة الحاجة إلى كميات أكبر بعد الإعلان رسمياً بوصول الفيروس إلى سوريا.
يقول مدير مؤسسة المياه في الحسكة، محمود العكلة، لـ«الأخبار»، إن «ورشات المديرية تتجه يومياً إلى المحطة لتشغيل المياه لكن الجيش التركي يطردها ويمنعها من إعادة الضخ»، مستدركاً: «التنسيق مستمرّ مع الروس لإعادة العمال إلى المحطة، واستئناف ضخّ المياه». ويشرح العكلة أن «علوك» هي المصدر المائي الوحيد لتغذية التجمعات السكانية في الحسكة وأريافها، مشدداً على أنه «لا بديل في الظروف الراهنة... الخطوة التركية ترقى إلى جريمة حرب يجب أن يحاسب عليها المجتمع الدولي». ويضيف: «الجهات الحكومية بدأت اتخاذ إجراءات إسعافية لتأمين جزء من احتياجات المدنيين إلى حين إعادة ضخّ المياه من المحطة». في السياق، يؤكد مصدر مطلع على مسار التفاوض التركي ــــ الروسي أن «القوات الروسية الموجودة في مطار القامشلي تتواصل مع الجانب التركي للتوصّل إلى حلول دائمة تضمن منع تكرار معاناة المدنيين مع مياه الشرب»، لافتاً إلى أن «الجانب التركي بدأ يُبدي مرونة في التعاطي مع هذا الملف»، ومتوقّعاً استئناف الضخّ من المحطة «خلال مدة وجيزة». وفي وقت متأخر مساء أمس، نقلت وكالة «سانا» الرسمية أن محطة «علوك» عادت للضخّ لكن مصادر أهلية في الحسكة قالت إن المياه لم تصل بعد إلى خزانات المدينة.