أدّت جريمة آل سبيعيان إلى تزخيم الدعوات لحسم معركة مأرب
تصريحات الحاكم، المعروف بأنه رجل المهمّات الصعبة ومهندس المعارك المصيرية، جاءت بعد تحرّك ميداني كبير له ولعدد من القيادات العسكرية والمدنية بين محافظتَي مأرب والجوف على خلفية جريمة إبادة أسرة آل سبيعيان المأربية على أيدي ميليشيات «حزب الإصلاح» في وادي عبيدة وسط محافظة مأرب في الـ29 من حزيران/ يونيو الماضي، بحجة موالاتها لحركة «أنصار الله». فبعد أيام من وقوع الجريمة التي أدّت إلى مقتل جميع أفراد الأسرة (باستثناء طفل واحد) إثر تعرّض منزلها للقصف بالأسلحة الثقيلة ومن ثمّ الاقتحام والنهب، ظهر اللواء الحاكم، المعروف بـ»أبو علي الحاكم»، في مركز محافظة الجوف، وإلى جانبه الناجي الوحيد من المجزرة، الطفل عبد الله سبيعيان (11 سنة)، وذلك في لقاء قبلي موسّع، شدّد على ضرورة الردّ بقوة على تلك المجزرة. وطالبت قبائل حمير ومذحج وبكيل وحاشد، التي حضرت اللقاء، قبائل عبيدة، بفتح المجال أمامها لتقوم بدورها في استعادة مأرب.
وتوازياً مع تصاعد الحديث عن قرب حسم معركة مأرب، كثّفت قوات صنعاء، في خلال الأسبوعين الماضيين، هجماتها الصاروخية على مقرّات ومعسكرات «التحالف» وقوات هادي في مأرب. وبدا لافتاً قيام «التحالف»، في أعقاب تلك الهجمات، بشكل مفاجئ، بتعيين العميد يوسف خير الله الشهراني قائداً لعملياته في المحافظة، خلفاً للواء السعودي عبد الحميد المزيني المُكنّى بـ»أبو سلطان»، والذي توارى عن الأنظار منذ تعرّض معسكر التداوين لهجوم صاروخي الأسبوع الماضي. وأثار تعيين الشهراني شكوكاً حول مقتل سلفه في الضربة الصاروخية التي استهدفت اجتماعاً عسكرياً سعودياً مساء الثلاثاء الفائت في معسكر التداوين. وضاعف تلك الشكوكَ إحجامُ وزارة الدفاع التابعة لحكومة هادي عن تنظيم أي مراسم لتوديع القائد العسكري السعودي، بعد ثلاث سنوات من قيادته عمليات «التحالف» في مأرب.