تستعدّ أميركا للتكيُّف مع وقائع جديدة في عام 2021، إذا سارت الأمور على ما يرام، وقُدِّر لجو بايدن أن يتبوّأ منصب الرئيس، ويعود بالولايات المتحدة إلى عهدٍ سبق، بعدما كبّدتها سياسات سلفِه ندوباً سيداويها بحضنٍ جماعي يعيد ترتيب الانقسامات ضمن قواعد وأطر مُشبعة بالصوابية السياسية. قواعد بيّنت، بعد مضيّ كلّ هذا الوقت، عدم نجاعتها، ولا سيّما حين انفجرت - أكثر من مرّة - في وجه مؤسّسة أهملت، على مدى عقود، بل قرون، واقعاً معقّداً: العنصريّة المؤسِّسة والهوياتيّة والحزبيّة ليست أمراضاً جلدية ستختفي حال اختفاء المُسبِّب. والمسبِّب - والحال هذه - ليس دونالد ترامب، وإن كان هذا الأخير أجّج الاستقطاب، وجلّى بوضوح طبقات العفن المتراكمة.