لم تذهب النصائح التي انهالت على إدارة الرئيس السادس والأربعين، لتبنّي مقاربة تتشابه في كثير من جوانبها مع مقاربة دونالد ترامب في ميدان السياسة الخارجية، سدىً. فالرئيس المقبل يبدو عازماً على الغرف من إرث سلفه والبناء على سياساته العدوانية في مواجهة الخصوم والأعداء. يدخل جو بايدن البيت الأبيض متأبّطاً «إنجازات» رئيسٍ ما فتئ يشكِّك بشرعية انتخابه، وإن كان قد أعانه في توجيه بوصلة رئاسته إلى برّ الأمان. من توماس فريدمان إلى جيمس جيفري، وبينهما «معهد الدفاع عن الديموقراطية»، كانت الدعوات غاية في الوضوح: عدم التفريط بإرث ترامب على مستوى السياسة الخارجية. دعوات تلقّفها وزير الخارجية الجديد، أنتوني بلينكن، الذي رسم، أثناء جلسة تثبيت تعيينه، أمس، الخطوط العريضة لسياسات الإدارة، مسترشداً بما حقّقته الإدارة المنصرفة، لجهة تعاملها مع الصين وإيران، فضلاً عن خرقها الكبير في ملفّ التطبيع مع إسرائيل. ينبئ ذلك باستكمال مسارٍ بدأ قبل أربع سنوات، ويبدو أنه سيستمرّ لأربع سنوات أخرى، وكأنّ شيئاً لم يتغيّر!