بحسب موقع «واللا» العبري، فإن نتنياهو كان مستميتاً كي تنجَز الزيارة قبل الانتخابات. ولهذه الغاية، مارس ضغطاً هائلاً على ابن زايد في الأسبوعين الماضيين، من بين وجوهه إرسال رئيس «الموساد»، يوسي كوهين، إلى أبو ظبي، حيث طرَق الأبواب الإماراتية مدّة ثلاثة أيام، واستثمر كلّ ما لديه من طاقة كي يتلقّى الضوء الأخضر من مستشار الأمن الوطني الإماراتي، طحنون بن زايد، لزيارة نتنياهو. لكن حاكم الإمارات ظلّ متردّداً، كونه لا يريد أيّ احتفالية من دون رضى أميركي، لكنه في الوقت نفسه لم يمانع إضافة نقاط محدودة إلى رصيد نتنياهو، عبر منْح الموافقة على زيارة قصيرة للأخير. وهذا ما كان، إلّا أن نتنياهو نفسه تسبّب بإلغاء هذه الزيارة القصيرة أيضاً.
يوم الاثنين الماضي، حلّ نتنياهو ضيفاً على إذاعة الجيش الإسرائيلي، حيث بدا معنيّاً بأن يُسمِع الإسرائيليين، على خلفية الضرورات الانتخابية، «إنجازات» من صنعه. ومن هنا، أعلن، ردّاً على سؤال حول التطبيع مع الخليج، أن الإمارات خَصّصت 40 مليار شيكل، أي ما يزيد قليلاً على 10 مليارات دولار، كي تستثمرها في إسرائيل، مضيفاً أن ابن زايد هو مَن أخبره بذلك، وأن ولي عهد أبو ظبي يؤمن بسياسته الاقتصادية. وفقاً لمصادر إسرائيلية مسؤولة، وكذلك مصادر خارج إسرائيل نقل كلامها موقع «واللا»، فإن حديث نتنياهو عن المليارات العشرة كان «القشّة التي قصمت ظهر البعير»، لدى الجانب الإماراتي، فكان قرار أبو ظبي بإلغاء الزيارة. إلا أن نتنياهو عاد من جديد، الخميس الماضي، ليوحي بأن إمكانية الزيارة تجدّدت، مُسرّباً للإعلام أنه ألغى جدول مواعيده وفاعليات حملته الانتخابية الخميس، كي يتوجّه إلى الإمارات، لكن الجانب الإماراتي أسمع مَن يعنيهم الأمر أن الزيارة غير ممكنة.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي مستميتاً كي تنجَز الزيارة قبل الانتخابات
اللافت، كما ورد في الإعلام العبري، هو تملُّص نتنياهو، بعد كلّ تلك التطوّرات، من أصل الزيارة التي روّج لها طويلاً، وأعلن عنها مرّات عدة في الأسبوعَين الأخيرَين من دون أن تتحقّق. إذ في موازاة رفض مكتبه الإجابة عن أسئلة الإعلاميين في هذا الشأن، وادّعائه أن الزيارة لم تكن واردة أو مخطَّطاً لها على الإطلاق، وصَف نتنياهو، في تصريح لافت إلى الإذاعة الإسرائيلية، «قصة الرحلة إلى أبو ظبي» بأنها «تلفيق إعلامي»، قائلاً إنه لا يعلم مَن وزّعها على وسائل الإعلام. إنكار اضطراري هدَف إلى تقليص أضرار إبطال الزيارة، فيما أراد الجانب الإماراتي، خلافاً لحقيقة امتثاله لإرادة واشنطن بلا تردّد، الإيحاء بأن إغلاق الباب أمام نتنياهو مرتبط بأخطاء الأخير، وبرغبة الإماراتيين في أن لا يكونوا جزءاً من أدوات حملته الانتخابية.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا