مقالات مرتبطة
-
الدولة «تتخلّص» من مشروع الباص السريع رلى إبراهيم
في الأحوال العادية، لم يكن الحال مستعصياً كما اليوم، إذ أن غالبية المستشفيات - وحتى فترة ليست بعيدة - كانت قادرة على تخزين مادة المازوت ما بين أسبوعين وشهر. أما اليوم، فقد انخفضت تلك القدرة وباتت متوقفة عند أسبوعٍ واحد، أو في أحسن الحالات عشرة أيام... وحصراً في المستشفيات الكبرى. أما سبب هذا التناقص، فيعود إلى سببين أساسيين: أولهما التقنين القاسي للتيار الكهربائي، إذ لا تتعدّى فترة حضوره أكثر من ثلاث ساعات، لتعوّض المستشفيات الساعات المتبقية بمولداتها الخاصة. أما ثاني الأسباب، فهو رفض مصرف لبنان فتح اعتمادات جديدة للبواخر المحمّلة بالمحروقات، وهو ما ينذر بقرب وصول الكارثة. وفي هذا السياق، يرفع هارون الصوت، انطلاقاً من أن المستشفيات تستهلك كميات كبيرة جداً من المحروقات، مقدّراً تلك النسبة ما بين 300 ألف إلى 350 ألف ليتر في اليوم الواحد. فأصغر المستشفيات هنا «يحتاج إلى 2000 ليتر يومياً، فيما المستشفيات الكبرى والجامعية تحتاج إلى نحو 10 آلاف ليتر».
تستهلك المستشفيات يومياً ما بين 300 ألف إلى 350 ألف ليتر من مادة المازوت
هذه الوقائع ليست إلا البداية، فمع الانقطاع «الرسمي» للوقود من السوق، وتالياً عن المستشفيات، فمن المتوقع أن يُحدث المازوت آثاراً تفوق ما يحدثه اليوم فيروس كورونا. إلى هذا الحد، النهاية ستكون كارثية. وخوف المستشفيات نابع من أن أجواء الاتصالات مع وزارة الطاقة والمياه كانت سلبية، إذ ردّت الوزارة على استفسارات نقابة المستشفيات بالإشارة إلى أن منشأتَي الزهراني وطرابلس فارغتان من المازوت، كما أن المخزون لدى الشركات الخاصة ليس كبيراً، وإن وجد لدى البعض فإنهم «يبيعونه بسعر غير السعر الرسمي»، يقول هارون.
إلى ذلك، تشير المديرة العامة لمنشآت النفط، أورور فغالي، إلى أن الوزارة «تسعى لمعرفة الكميات المتبقية لمحاولة توزيعها»، من دون وعد بتأمين الكميات اللازمة. من جهة ثانية، تشير مصادر أخرى في الوزارة إلى أنه «في الأمس، كان في المنشآت ما يقارب 2400 طن من مادة المازوت طلبنا أن يبقوها للحالات الطارئة، إلا أننا اليوم فوجئنا بأنهم باعوا ألفي طن، تحت ضغط التدخلات السياسية، ولا يوجد سوى 400 طن لا ضمان لبقائها». وتشير المصادر إلى أن لا خطط لأجل استدراك المشكلة في المستشفيات، «فحالها كحال البقية، إذ لا يوجد مازوت ولا يفتح مصرف لبنان أية اعتمادات». أما، ماذا بعد؟ لا شيء «سوى الانفجار»، يقول هذا الأخير، لأن «المشكلة لا حلّ لها، إلا باستعادة فتح الاعتمادات لدى مصرف لبنان». وما لم يحصل ذلك، فإن وزر الموت الذي سيحصل في المستشفيات هو في «رقبة» حاكم المصرف، رياض سلامة.