مقالات مرتبطة
-
الانتخابات بعيون إيرانية: خَراج الرابحين عندنا! محمد خواجوئي
حتى الصدر نفسه، وعلى رغم حديث قادة تيّاره عن أنه يريد أن يقود تحالفاً يحكم العراق وفق برنامجه الذي يقوم، كما يصدّره هو إعلامياً، على "مكافحة الفساد وحصر السلاح بيد الدولة"، يتمتّع بعلاقات جيّدة مع رجال الدين في قم التي يمضي الكثير من وقته فيها، كما له علاقات طيّبة مع السلطة السياسية في إيران، على رغم أنه منتقد باستمرار لـ"الحشد الشعبي"، الحليف لطهران أيضاً (أعاد الصدر تسمية "جيش المهدي" الذي أطلقه في بدايات صعوده، بـ"سرايا السلام"، انسجاماً مع تموضعه الجديد هذا). كذلك، يدرك زعيم "التيّار الصدري" أن فوزه الانتخابي ليس حاسماً بالدرجة التي تفوّضه حكم العراق بمفرده، وأنه استفاد من تدنّي نسبة الاقتراع التي لوحدها تحدّ من التفويض، كونه يملك ماكينة انتخابية متقدّمة قامت بتحريك قاعدته المخلصة للتوجّه إلى الصناديق، واستغلّت بنجاح قانون الانتخاب المرتكز إلى الدوائر الصغرى والصوت الواحد.
يدرك الصدر أن فوزه الانتخابي ليس حاسماً بالدرجة التي تفوّضه حكم العراق بمفرده
وأصدرت مفوّضية الانتخابات، أمس، نتائج معدّلة تبعاً لعمليات إعادة الفرز المستمرّة. وإضافة إلى تراجع "الكتلة الصدرية" من 73 إلى 71 مقعداً، و"ائتلاف دولة القانون" من 37 إلى 36، فقدت "كتلة تقدم" برئاسة الحلبوسي نائباً واحداً لتستقرّ على 37 نائباً، وزادت كتلة "الحزب الديمقراطي الكردستاني" إلى 33 نائباً، بينما ارتفعت مقاعد "تحالف الفتح" من 14 إلى 18. وسُجّل فوز 17 مستقلاً منهم 7 مقرّبين إلى "الحشد الشعبي"، فيما نالت "كتلة العقد الوطني" برئاسة فالح الفياض، الذي خاض الانتخابات مستقلّاً عن "الحشد"، 5 مقاعد. وحصلت حركة "إشراقة كانون/ العتبة العباسية" على 6 مقاعد، و"قوى الدولة" التي تضمّ جماعتَي حيدر العبادي وعمار الحكيم على 5 مقاعد. كذلك، نالت "حركة حقوق"، المقرّبة من "الحشد"، مقعداً واحداً.
وكان عضو "تحالف الفتح"، حسين اليساري، أعلن، في وقت سابق، أن تحالفه تعرّض لتزوير كبير في هذه الانتخابات، مشيراً إلى "وجود فرق كبير في الأشرطة التي تمّ تسليمها لنا". ومن جهتها، أشارت مرشحة "حركة حقوق" في كربلاء، وسن المشهداني، إلى أن "الأرقام التي أعلنت عنها المفوضية تختلف تماماً عن الأشرطة التي حصلنا عليها من المراكز الانتخابية". وقالت إنها "قدّمت طعناً لمكتب كربلاء الانتخابي عن النتائج الأوّلية التي أعلنت عنها المفوضية"، مطالِبة بـ«إعادة احتساب الأصوات التي حصلت عليها في الدائرة الثالثة"، مؤكدة "اتّباع الطرق القانونية للحصول على حقوقها وحقوق ناخبيها". كذلك، اتّهمت المرشحة عن كتلة "الصادقون"، زينب الموسوي، دولاً أجنبية بسرقة أصوات "تحالف الفتح" ومنحها لكتل مقرّبة منها، مضيفة أن "النتائج التي أعلنت عنها مفوضية الانتخابات لا تمتّ بصلة للأصوات التي حصل عليها التحالف". وبدأت، بالتوازي مع تلك الشكاوى، عمليات فرز يدوي خصوصاً في محافظتَي الرصافة والكرخ في بغداد، إلّا أنها لن تنتهي قبل أسبوع، لتحسم الجدل الدائر حول الفوارق المشار إليها في فرز الأصوات.