مقالات مرتبطة
-
احتمالات التصعيد التركي: شبح الخسارة يلاحق «قسد» محمود عبد اللطيف
بدأت القوى الكردية إرسال إشارات إيجابية باتجاه دمشق مفادها الاستعداد للتنسيق معها ميدانياً عند الحاجة
على خطّ موازٍ، رفعت الفصائل المسلحة من منسوب التصعيد في الإعلام، عبر الحديث عن إطلاق عملية عسكرية جديدة خلال أيام قليلة، على عدّة محاور وجبهات. واستثمرت تنسيقيات المسلّحين الاستعراض العسكري التي أجرته فصائل «الجيش الوطني» أخيراً في مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي، للتأكيد أنه يمثّل توطئة لانطلاق العملية المذكورة. وفي هذا الإطار، سرّبت التنسيقيات معلومات عن أن «العملية ستتمّ بمشاركة 40 ألف مقاتل من مختلف الفصائل، بالإضافة إلى نخبة قوات الكوماندوز التركية، بتغطية جوية ومدفعية وصاروخية تركية». وحدّدت خطّة الهجوم بالتالي: «الهجوم على بلدات تل تمر وتل رفعت وعين عيسى، مع تحديد جبهة منبج كجبهة إشغال»، لافتةً إلى أن «الجيش التركي أبلغ الجيش الوطني السوري ضرورة الاستعداد للعملية العسكرية المرتقبة». في المقابل، تداولت غالبية وسائل الإعلام الكردية تصريحات لمبعوث الرئيس الأميركي السابق إلى سوريا جيمس جيفري، قال فيها إن «الرئيس جو بايدن لم يمنح الرئيس التركي أيّ ضوء أخضر لشنّ هجمات شمال وشرق سوريا»، مؤكداً أن «واشنطن لا يمكن أن تتخلّى عن شراكتها مع قسد». وتشكّك مصادر مقرّبة من «قسد» في دقّة المعلومات حول العملية العسكرية المزعومة، معتبرة أن «إمكانية شنّ عملية عسكرية واسعة ضدّ قواتنا غير واردة»، متوقّعة أن «تكثّف تركيا من استخدام الطائرات المسيّرة، ومحاولة ضرب أهداف واغتيال قيادات في قسد ومسد والإدارة الذاتية». وكشفت المصادر عن «صدور تعليمات لجميع القياديين في الأجهزة المدنية والعسكرية التابعة لقسد والإدارة الذاتية، بمنع استخدام الهواتف المحمولة، لتجنّب أي تتبّع لهم من الاستخبارات التركية، وبالتالي استهدافهم».
من جهة أخرى، استقدمت واشنطن تعزيزات عسكرية جديدة إلى محافظتَي الحسكة ودير الزور، في ما يمكن تفسيره على أنه ردّ غير مباشر على توسيع روسيا حضورها العسكري في الشرق السوري، وهبوط أوّل طائرة «سوخوي» في مطار القامشلي الأسبوع الفائت. ورفض الناطق باسم البيت الأبيض جون كيربي، أمس، في تصريحات إعلامية، التعليق على نشر موسكو طائرات لها في شرق سوريا، بالقرب من نقاط انتشار القوات الأميركية، لافتاً إلى أن «واشنطن لديها قنوات اتصال مع الجانب الروسي لمنع نشوب مشاحنات، وللتأكد من عدم وجود تقدير وعواقب غير مقصودة».