انطفأت مدينة حلب، فانطفأ صباح فخري (1933ــــــ 2021)! لا أضواء تنير القلعة كي تنعكس في مرآة حارس تراثها الموسيقي الأصيل. فالمدينة التي شهدت تفتّح موهبة صباح «أبو قوس» نالت حصتها من مدفعية البرابرة، طوال سنوات الحرب، فصمتت حناجر مطربيها أمام أصوات القذائف، أو تقاسمتها البلدان لمصلحة «سمّيعة» آخرين، ليسوا بمقام الأصل. سوف نطوي صوت أحد الكبار في الأغنية العربية، ونستعيد شريط الأمس الذي لن يتكرّر بالألق نفسه. تحضر أولاً، صورة الفتى الذي عمل مؤذّناً في جامع، وعاملاً في مصنع نسيج، وحارساً في محطة وقود، من دون أن يتخلى عن شغفه بالموسيقى، متطلّعاً إلى ما أنجزه معلمو الكار من ملحّنين ومنشدين ومطربين أمثال الشيخ علي الدرويش وبكري الكردي وعمر البطش ومحمد خيري.