لم يرِث سعد الحريري حزباً مؤدلجاً أو تياراً فكرياً. «الحريرية السياسية» التي «فاز» بها، من بين كل إخوته، بعد 5 شباط 2005، لم تكُن سوى مزراب مال لكل متسلّق استفاد من «مشروع رفيق الحريري»، ووجدَ في وريثه مغارةً يغرف منها تحت شعارَي «لبنان أولاً» و«السما الزرقا». ولأن ما بُني على مال لا يستمرّ من دونه، انفضّ كثيرون من هؤلاء من حول الحريري، منذ بدء أزمته المالية وصولاً إلى إفلاسه، فيما تحوّل هو من زعيم طائفة بأكملها ورئيس واحدة من أكبر الكتل النيابية وواحد من الأرقام الصعبة في اللعبة السياسية، إلى رجل أعمال يحمل «صفة سياسية». شيء يشبه نعمة طعمة. «بيزنس مان» له مصالحه في الخليج، غائب عن السمع طوال الوقت، يستيقظ من سُباته لإطلاق «تغريدات» مجاملة للدول الخليجية... ثم يغطّ في النوم مجدداً.