يعدّ بيان «مسد» دعوةً لمنظّمي الاحتجاجات في السويداء، إلى التنسيق مع القيادة الكردية
وغالباً ما يُقحم المسؤولون الأكراد، اسم السويداء دون غيرها من المحافظات، في تصريحاتهم حول إمكانية تعميم تجربة «الإدارة الذاتية»، كنموذج لـ«الحُكم اللامركزي» في البلاد، في محاولة لجرّ المحافظة وأهلها إلى تبنّي رؤية القوى الكردية للحلّ في البلاد. وظهر هذا التوجّه في أكثر من مناسبة وموقف، من بينها تصريحات صدرت عن قائد «وحدات حماية الشعب» الكردية، سيبان حمو، عام 2018، أبدى فيها استعداد «الوحدات الكردية للتوجُّه إلى السويداء لحماية أهلها الدروز من تنظيم داعش، وتحرير ريفها الشرقي من عناصر التنظيم»، وذلك إبّان هجوم «داعش» على قرى وبلدات في ريف السويداء الشرقي المتاخم للبادية. وخلال الأيام الأخيرة، سارع «مجلس سوريا الديموقراطية»، الذراع السياسية لـ«قسد»، إلى إصدار بيان تأييد لتظاهرات السويداء، واصفاً «ما يجري اليوم من حراك شعبي» هناك بأنه «إحياءٌ للثورة»، و«تحدٍّ جديد في وجه سلطة الاستبداد، وبرهان آخر على أن ثورة الحقوق لا تموت». ودعا البيان «قادة الحراك الثوري في السويداء، إلى قيادة مسيرتهم بأنفسهم وعدم السماح لأيّ طرف كان بحرفها عن مسارها السلمي»، المطالِب «بالتغيير الديموقراطي، وجعل سوريا دولةً للعدالة الاجتماعية والحرية والمساواة والقانون».
ويعدّ البيان، بلغته ومضمونه، أشبه بدعوة لمنظّمي الاحتجاجات في السويداء، إلى التواصل مع القيادة الكردية، بهدف التنسيق والتفاهم على خطوات مقبلة، كرفْع مطلب تشكيل «إدارة ذاتية» في السويداء. ورغم عدم وجود أيّ معلومات موثّقة حول أيّ دعم خارجي - حتى الآن - للاحتجاجات في المحافظة الجنوبية، إلّا أنّ الأكيد أن «الذاتية» تبعث بإشارات إلى الأميركيين، حول أهمية دعم «حراك السويداء»، فيما من المحتمل أن تلجأ «الذاتية»، في الأيام المقبلة، إلى تنسيق الجهد مع حزب «اللواء السوري»، الذي أُعلن عن تشكيله العام الفائت في السويداء، والذي سبق وأن جاهر مؤسّسه، مالك أبو الخير، المقيم في فرنسا، بسعيه للحصول على دعم أميركي لحزبه.