أخيراً، وبعد طول تردُّد ومكابرة، قرّرت السعودية طيّ صفحة عبد ربه منصور هادي. الرئيس الذي يُفترض أنّ الحرب أُعلِنت «من أجله» ذات فجر من عام 2015، يُزاح من المشهد الذي لم يحتلّه أصلاً إلّا صُورياً، ليتربّع مكانه «مجلس رئاسي»، ترى الرياض أنه الأقدر على قيادة المرحلة. هي خطوةٌ تأخّرت كثيراً، لكن المملكة لم تَعُد تجد بدّاً منها، في ظلّ التحوّلات الكبرى التي شهدتها سبع سنوات من عُمر العدوان. هكذا، ببساطة، تتخلّى السعودية عن الشمّاعة التي علّقت عليها كلّ موبقاتها في اليمن، مُعترِفةً بفشلها في تحقيق أحد أبرز أهداف عدوانها، والمتمثّل في إعادة «الشرعية» إلى صنعاء، ومُقرّةً، بشكل أو بآخر، بأن كلّ ما دأبت على تسويقه باعتباره «وصْفةً» للحلّ، إنّما تجاوَزه الزمن، وأنّ لا تسوية اليوم إلّا على أسس جديدة تأخذ في الاعتبار تبدُّل موازين القِوى، وتشكّل وقائع جديدة على الأرض.