قال لافروف إن نتيجة المفاوضات مع أوكرانيا تتوقف على تجاوب كييف مع المطالب الروسية
ونظراً لخصوصية جغرافيا المنطقة، لا يستبعد الخبراء العسكريون قيام القوات الروسية بتنفيذ عمليات نوعية خاصة لإزالة العوائق التي تمثّلها تحصينات القوات الأوكرانية في تشوغوييف، ومن بعدها جنوباً مدينة زميوف، ما يتيح التحرك وتنفيذ مرحلة متقدمة من الهجوم المقرَّر باتجاه الغرب لإحكام الحصار على خاركوف. وبحسب المؤشرات، فإن السيطرة التامة على خاركوف وغيرها من المدن في المنطقة أصبحت واقعاً ممكناً، وفق المصادر العسكرية المطّلعة. ولفتت المصادر إلى أن انتزاع خاركوف بات ضرورة لحماية الحدود الروسية الغربية، ومنع استهداف القرى والبلدات الروسية المحاذية للحدود، على عمق 10-12 كلم بقذائف الهاون الأوكرانية، وهو ما تكرر أخيراً في مقاطعة بيلغورود الحدودية. أما على جبهة دونباس، فإن القوات الروسية تعمل للسيطرة على غوساروفكا، النقطة التي تحتلّ أهمية استراتيجية للتقدم والسيطرة على مزيد من المناطق شمال الإقليم. ومع هذا، يستبعد الخبراء العسكريون الروس إنجاز عملية إسقاط الإقليم سريعاً، وذلك بناءً على التكتيكات التي تتبعها القوات الروسية حالياً.
سياسياً، أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن روسيا تنتظر الردّ الأوكراني على مقترحاتها. وقال بيسكوف للصحافيين إن «تصريح فلاديمير زيلينسكي عن أنه لم يتلقّ ولم يطّلع على مسودة الوثيقة التي قدّمتها روسيا إلى الجانب الأوكراني، يثير تساؤلات». بدوره، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنه لا مستقبل للمفاوضات مع أوكرانيا إذا لم تأخذ الأخيرة مطالب بلاده في الاعتبار. وحمّل لافروف، في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، مسؤولية الوضع الإنساني المعقّد في مناطق القتال، للكتائب القومية اليمينية المتطرفة، التي «تستخدم المدنيين دروعاً بشرية، وتمنعهم من الانسحاب عبر الممرّات الإنسانية التي يوفرها العسكريون الروس بانتظام». من جهته، رأى تشاويش أوغلو أن دولاً في حلف «الناتو» تريد استمرار الوضع في أوكرانيا على حاله، لافتاً إلى أن أنقرة تعارض العمل كضامن لأوكرانيا على غرار المادة الخامسة من ميثاق «الناتو»، مبيّناً أنه من الضروري فهم العملية نفسها، وما هي هذه الضمانات، وأن تقبل جميع الدول الضامنة الشروط». في المقابل، جددت كييف تأكيدها أن المفاوضات ستتوقف إذا سيطرت القوات الروسية على مدينة ماريوبول. وأعلن مستشار الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودولياك، الاستعداد لعقد جولة خاصة من المفاوضات في ماريوبول من دون أي شروط، بهدف إنقاذ العسكريين والمدنيين والأطفال في المدينة.