على رغم أن قرار «الوكالة الدولية للطاقة الذرّية» ضدّ إيران، حافظ على مستوى معيّن من «الاعتدال» حتى لا يَقطع «شعرة معاوية» مع طهران، إلّا أن السياق الذي يأتي فيه، وحملة الضغط المكثّفة التي رافقته ويُرجَّح أن تستمرّ مِن بَعده، ينبئان بأن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من التصعيد بين إيران والغرب، لا يُعلَم، من الآن، المدى الذي يمكن أن يصل إليه. وإذ تَشي الأجواء الآتية من طهران بأن ثمّة دفْعاً نحو اتّخاذ إجراءات تصعيدية مضادّة، مِن قَبيل الانسحاب من «معاهدة الحدّ من انتشار الأسلحة النووية»، فالأكيد أن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، المتعثّرة أصلاً، ستزداد تعثّراً، فيما بات هدف إحياء «خطّة العمل المشتركة الشاملة» بعيد المنال، إن لم يكن مستحيلاً. استحالةٌ تُعزّز توقّعها إعادةُ الحديث عن تشكيل مظلّة دفاعية مشتركة بين إسرائيل ودول الخليج، برعاية أميركا، التي جدّد مسؤولوها أمس التشديد على أهمية تشييد هذا النظام، في وقت كان فيه نفتالي بينت يهاجم «التهديد الإيراني» من أبو ظبي، محاولاً البعث برسالة تضامن، لا يبدو إلى الآن أنه سيكون لها كبير الأثر في تشكيل معادلة جديدة بوجه طهران