سكنتها بديعة مصابني والفنان نجيب الريحاني، والمطرب فريد الأطرش
امتلك عدد كبير من الفنانين عوامات، وشهدت هذه العوامات على حكايات غرام وانتقام. ومن أبرز الفنانين الذين سكنوا البيوت العائمة، الراقصة اللبنانية بديعة مصابني وزوجها الفنان نجيب الريحاني، والمطرب فريد الأطرش الذي لحّن من قلب عوامته أجمل أغانيه «حبيب العمر»، ونجيب محفوظ سكن عوامة 25 عاماً شهدت ولادة ابنته الكبرى، حتى رحل عنها عندما استيقظ على خبر غرق طفلة هناك. وقد كتب عن تلك الحياة المثيرة روايته «ثرثرة فوق النيل» عام 1966، أي سنة إصدار وزير الداخلية زكريا محيي الدين قراراً بنقل العوامات من الزمالك والعجوزة إلى إمبابة والكيت كات. لم يُرض هذا القرار البشاوات ساكني العوامات، ليهجروا تلك العوامات تاركيها لمصير لا يعلمه أحد. تستقرّ العوامات الباقية اليوم عند نهاية كوبري إمبابة، يسكنها أناس باعوا من أجلها كل ما يملكون، حالمين بحياة هانئة. في عام 2016، بدأ التضييق الرسمي على سُكان العوامات. بعد أن كانوا يدفعون نظير المتر المكعب، صاروا يدفعون نظير المتر المربع. تحكي لنا الأديبة أهداف سويف التي تسكن إحدى العوامات: «بداية من عام 2018، هناك تعنّت واضح ضدنا لم نكن نعيه. كُنا نحسن النية دوماً ولم نكن نتصور أن الهدف إزالة العوامات، حتى بعدما صدر قرار بعدم تجديد رخصة العوامات في كانون الثاني (يناير) 2020، لا أعرف ماذا أفعل».
اليوم، نقف على قرب نهاية مأساوية أخرى لجزء هام من تاريخ مصر، أو كما قال نجيب محفوظ على لسان أحد أبطاله: «فيا أيّ شيء، افعل شيئاً، فقد طحننا اللاشيء»... لتكون هذه العبارة التي ردّدها أحد أبطاله في السنة التي أصدر فيها زكريا محيي الدين قراراً يبطش بالعوامات، هو لسان حال ساكني العوامات اليوم.