على وقْع تزايُد المناورات المتضادّة في منطقة المحيطَين الهندي والهادئ، يستمرّ التوتّر بين واشنطن وبكين، على خلفية ما تقول الأخيرة إنها استفزازات أميركية متواصلة للقيادة الصينية، وخروقات متصاعدة لمبدأ «صين واحدة». استفزازاتٌ لن تكون آخرها، على ما يبدو، زيارة حاكم ولاية إنديانا، إريك هولكوم، إلى تايوان، حيث التقى رئيسة الجزيرة وأكد لها «(أننا) سنُواصل السعي لبناء شراكة استراتيجية معكم»، فيما دعت تساي إينغ وين «الحلفاء الديموقراطيين إلى أن يقفوا معاً ويعزّزوا التعاون في جميع المجالات»، في مواجهة «التهديدات العسكرية الصينية في مضيق تايوان». وبينما تُواصل الولايات المتحدة التمسّك بـ«ديبلوماسية الزوارق الحربية» الهادفة إلى مُحاصرة الصين واحتوائها، تَجهد الأخيرة في منع توظيف «الجزيرة المتمرّدة» ضدّها، في ما ينبئ بأن مضيق تايوان سيشهد احتداماً لصراع الإرادات. وإذ يبدو، إلى الآن، أن لدى الصين خيارات عسكرية عديدة، ما دون الهجوم الشامل، لتحقيق هدفها الثابت والطويل الأمد، في استعادة سيادتها على تايوان، فإن أمر تفعيل القوّة لم يَعُد في خانة المستحيلات، وفق ما أنبأت به مؤشّرات عديدة، تَمثّل أحدثها في ما ورد في «الكتاب الأبيض» الصيني من «(أننا) لن نتخلّى عن احتمال استخدام القوّة لحماية أنفسنا من التدخّل الخارجي وجميع الأنشطة الانفصالية»