ماذا لو لم تولد «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» في 16 أيلول 1982؟ للإجابة عن هذا السؤال، يجب العودة إلى مثل هذا اليوم قبل 40 عاماً، حيث كان يمكن لليأس أن يسيطر على اللبنانيين لولا بيان شهير دعا إلى حمل السلاح «تنظيماً للمقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال، وتحريراً لأرض لبنان من رجسه على امتداد هذه الأرض من أقصى الوطن إلى أقصاه». بيان ترافق سريعاً مع عمليات عسكرية ضد الاحتلال، بقيت أسماء أصحابها مجهولة لوقت طويل، فيما رسخت أخرى في ذاكرة مقاومين صودف أنهم بقوا على قيد الحياة بعدما كان الموت يتربّص بهم في كلّ لحظة. مقاومون انتظموا في عمل استقطب اللبنانيين من كلّ المناطق، وأنجب مقاومة عابرة للطوائف نجحت في تحقيق تحرير بيروت وصيدا، فاتحة عهد الانتصارات التي تتالت حتى التحرير في 25 أيار 2000. لو لم تولد «جمّول»، لما كانت هناك بداية، وذاكرة وحنين إلى شموع أضاءت ليالي حالكة... تشبه ليالي لبنان اليوم. تشبهه حتى يفرض السؤال نفسه: ألا تستحق كلّ المخاطر التي تهدّد لبنان اليوم أن تُستعاد تلك التجربة؟