وإلى الخِفة يمارس البخاري، أيضاً، الاستخفاف بعقول الكادرات الشبابية. إذ يدّعي في جلساته مع هؤلاء أن «معلوماته الاستخباراتية تؤكد أن حزب الله مأزوم ولن يستطيع أن يستمر في دعم جماعته في ظل الأزمة الاقتصادية والانهيار». ويقدم السفير لضيوفه السياديين أمثلة عن دول أيّدت رؤية السعودية 2030 فتبدّل حالها كمصر والسودان، مقلّلاً من شأن صندوق النقد الدولي الذي «سيتحنّن عليكم بمليارين أو ثلاثة بينما هناك اتفاقيات بين المملكة ولبنان تصل لحدود الـ 100 مليار لكننا جمّدناها لأن لبنان ليس مستقلاً سياسياً»، أما إذا نجح اللبنانيون في إيصال «شخصيات محددة» إلى رئاسة الحكومة والجمهورية، فإنهم «سيَغْتنون»!
البخاري يستدعي كوادر تيار المستقبل: معنا أو مع الحريري؟
لقاءات البخاري مع الشباب الحزبي تأتي في ظل فشله في إحكام السيطرة تماماً على زعماء هؤلاء، إن لجهة النواب السنة (كما ظهر في لقائه معهم في السفارة) أو لجهة بعض الشخصيات التي لم تمتثل تماماً بعد للضغط السعودي كرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي رفض عقد لقاء ثنائي مع رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع موافقاً على أن يكون ذلك من ضمن اجتماع عام مع عدد من القيادات المسيحية. وقد نُصِح البخاري بعقد هذه اللقاءات لاستخدام الشباب كوسيلة ضغط على قياداتهم.
لقاءات البخاري «الشبابية» ستشمل أيضاً تيار المستقبل بعدَ «إقصاء» الرئيس سعد الحريري. ووفقَ المعلومات سيدعو البخاري - من خلال «كوادر مستقبلية في الشمال والبقاع نجح في استقطابها» - كل كوادر التيار باستثناء الأمين العام أحمد الحريري، لإبلاغهم رسالة واضحة: «إما أن تكونوا معنا أو ضدنا. أي عدم الالتزام بقرار الحريري تعليق النشاط السياسي والتنظيمي، واستئناف العمل مجدداً ضمن برنامج عمل السفير في لبنان للقول بأنه ما عادَ للحريري خبز سياسي في البلد ولا تركة يُمكن الركون إليها في حال سمحت له الظروف بالعودة». فيما علمت «الأخبار» أن غالبية كوادر التيار ترفض هذا الأسلوب وتؤكد على الولاء للحريري والالتزام بسياسته.
خطوة البخاري، بحسب متابعين، تعبّر عن القلق الذي لا يزال يتركه الحريري عند السعوديين رغمَ إخراجهم إياه من المشهد السياسي. وأكبر دليل على هذا القلق أن السفير وبعض المقربين منه ربطوا رفض المملكة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية كمرشح رئاسي «بموقفهم من العلاقة بين فرنجية والحريري، ومخافة أن يعقِد تسوية مع الأخير تعيده إلى رئاسة الحكومة»!