مقالات مرتبطة
وفي أوّل ردّ فعل قطري على التحرّك العربي للانفتاح على سوريا، أعلنت الدوحة أن موقفها من دمشق لم يتغيّر، على رغم مساعي شريكتها، تركيا، لتسريع خطوات التطبيع، بحثاً عن مكاسب على صلة بالانتخابات الرئاسية المقرّر إجراؤها في 14 أيار المقبل. وفي هذا الوقت، تخوض أنقرة مفاوضات رباعية، تضمّ إلى جانبها، كلّا من دمشق وموسكو وطهران، هدفها وضع جدول زمني واضح لنقل اللقاءات الأمنية الجارية حالياً إلى المستوى الديبلوماسي، لإجراء لقاء على مستوى وزراء خارجية الدول الأربع. وجاءت التصريحات القطرية بعد صمت إعلامي، وفي ظلّ استمرار العمل المناوئ لدمشق، إثر تناقل إشاعات أطلقها معارضون سوريون تتحدّث عن «صفقة» يجري الإعداد لها لإنهاء دور «الائتلاف» المعارض، الذي سلّمته الدوحة السفارة السورية، والانفتاح على دمشق، وهو ما نفته قطر بشكل غير مباشر.
تقود قطر جهوداً مستمرّة لمنْع التطبيع مع دمشق
إلى ذلك، عقد مجلس الأمن اجتماعاً خاصّاً بسوريا لمناقشة أوضاع البلد بعد الكارثة الإنسانية التي تسبّب بها الزلزال. وألقى المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسِن، كلمة رأى فيها أنه ثمّة عوامل تدعو إلى «التفاؤل» في ما يتعلّق بمسألة المساعدات الإنسانية، منها هدوء الجبهات، وسماح دمشق بفتح معبرَين إضافيَين عبر الحدود («الراعي» و«باب السلامة»)، إلى جانب معبر باب الهوى في ريف إدلب، إلى جانب تعليق بعض العقوبات أحادية الجانب المفروضة على دمشق. ولم تخلُ الجلسة من سجال بات معتاداً بين موسكو وواشنطن، حيث اتهمت الأولى الثانية بإعاقة إرسال إمدادات من الأسمدة الزراعية إلى سوريا التي تعاني أزمة غذائية، عن طريق احتجاز شحناتها في موانئ عدّة، أبرزها لاتفيا، في مخالفة لاتفاقات تتعلّق بتسويق الحبوب سمحت لروسيا بتصدير الأسمدة، وهو ما لم تلتزم به واشنطن التي تعتبر أنه يوجد استخدامات أخرى لهذه الأسمدة تدعو للشكّ. وسبق انعقاد جلسة مجلس الأمن، لقاء جمع بيدرسن إلى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ناقشا خلاله الظروف الإنسانية الصعبة التي تسبّب بها الزلزال، إذ طالب المسؤول الروسي بضرورة رفْع العقوبات المفروضة على سوريا كسبيل لضمان تدفّق المساعدات.
وبالتوازي مع الكارثة الإنسانية التي تسبب بها الزلزال، كثّف تنظيم «داعش» هجماته على مواقع عدّة في البادية السورية، مستغلّاً الانشغال بالكارثة؛ فهاجمت خلاياه جنوداً سوريين ومدنيين يعملون في جمع الكمأة. وفي استثمار أميركي مباشر لزيادة نشاط التنظيم، أعلن قائد «قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب» (التحالف الذي تقوده واشنطن ضدّ «داعش»)، ماثيو ماكفارلين، أن بلاده «ملتزمة بإبقاء قوّاتها لضمان هزيمة داعش بشكل كامل»، معتبراً أن «هذه المهمّة تحظى بثقة وزير الدفاع الأميركي، وتمثّل أولوية في استراتيجية الدفاع الأميركية»، مشيراً إلى أنه «ما زال هناك كثير من العمل (المطلوب) من أجل هزيمة التنظيم»، في ردٍّ غير مباشر على بروز أصوات في الداخل الأميركي تدعو إلى سحْب القوات الأميركية من سوريا.