تتزايد، يوماً بعد يوم، التوتّرات على خطّ واشنطن - تل أبيب، مُنذرةً بإمكانية الوصول إلى أزمة شبيهة بتلك التي أعقبت حرب عام 1973، عندما أرادت إسرائيل «التغنّج» على مقترحات هنري كيسنجر للتسوية مع العرب. وعلى رغم أن المعطيات الراهنة تنبئ بأن الطرفَين لا يزالان قادرَين على ضبْط تبايناتهما، إلّا أن خروج الانتقادات الأميركية إلى العلن يشي بأن سياسة «النُصح السرّي» لم تؤتِ أُكلها، وبأن الولايات المتحدة باتت تستشعر حاجة ماسّة إلى تدخّل أكثر فظاظة من أجل لجْم المسار الإسرائيلي الحالي. تدخّلٌ يستحثّه خصوصاً التعنّت الذي يُظهره التيّار الفاشي السائد في تل أبيب حالياً، وإصراره على الإمساك بمفاصل السلطة كافة، على رغم ما سيستتبعه ذلك من تهديدات لمصالح الحليف الأميركي