كما كان متوقّعاً، لم تكد تدخل الهدنة المعلَنة في السودان حيّز التنفيذ، حتى انهارت بتجدّد الاشتباكات المسلّحة بين الجيش و«الدعم السريع». تجدّدٌ أنبأ بأن إمكانيّة وقف إطلاق النار لا تزال بعيدة، وبأنّ الطرفَين يدخلان مرحلة مواجهة جديدة، ربّما تكون أخطر وأشدّ قسوة، وخصوصاً إذا ما استُدرجت أطراف خارجية إلى الانغماس فيها بشكل عملياتي ومباشر. وفيما تعكف مصر خصوصاً على دراسة خياراتها التي تبدو محدودة، واضعةً في حسبانها إمكانية رجحان الكفّة لغير مصلحة حليفها، يَظهر النسيج السياسي السوداني مائلاً إلى حساب الأخير، على رغم الخشية من أن انتصاره سيجرّئه أكثر على القوى السياسية المدنية