بخلاف توجيهات وزارة الصحة ترفض المستشفيات الخاصة استقبال المرضى من النازحين على نفقة الوزارة
رسمياً، يستفيد النازحون في مراكز الإيواء وخارجها من مراكز الرعاية الأولية التابعة لوزارة الصحة في قضاء صور، من دون أن يشمل ذلك توفير بعض الأدوية، وبخاصة المزمنة، ولا تكاليف دخول المستشفيات. وبخلاف توجيهات وزارة الصحة، ترفض المستشفيات الخاصة استقبال المرضى من النازحين على نفقة الوزارة. فيما تنقل مصادر متابعة لاجتماعات التنسيق بين لجنة الطوارئ والمنظمات الدولية شكوى وزارة الصحة من «ضعف المساعدات الدولية، إذ لم يستجب أي طرف للائحة الاحتياجات التي وضعتها الوزارة». وفي وقت يقدّم المستشفى «اللبناني الإيطالي» ومستشفى «حيرام» حسماً متواضعاً جداً على الفاتورة الاستشفائية، وحدها مؤسسة «عامل»، بالتعاون مع منظمة دولية، تتكفّل بتغطية كلفة استشفاء النساء الحوامل في مستشفى قصب في منطقة صيدا أو في مستشفى النبطية الحكومي.
لا تعاني محافظ النبطية هويدا الترك من هذا النوع من التحديات، بسبب صغر حجم مراكز الإيواء في المحافظة. لكنها تلفت إلى أنّ «الفترة الفاصلة بين تسلّم المنظمات الدولية للداتا وتاريخ الاستجابة قد تمتد لثلاثة أشهر، بسبب طريقة عمل هذه الجهات».
عجز الدولة المالي أدّى إلى حصر تدخلها على مستوى التنظيم والتشبيك. فيما المفارقة أنّ المنظّمات الدولية لم تظهر في ظل الحرب الدائرة السخاء الذي أظهرته بعد انفجار مرفأ بيروت، بذريعة أنّها «لا تعتبر لبنان في حالة حرب»! فيما تؤكد مصادر معنية أن «التنسيق بين المنظمات ليس في أفضل حال»، وأنّها «إن أرادت تسيير الأمور يمكنها أن تعمل بمرونة كبرى والتخلي عن ذرائع، كطلبها تجميع الداتا بنفسها، رافضة الاعتراف ببيانات البلديات»، وكذلك «رفضها مساعدة عائلات تستفيد من برامج وزارة الشؤون الاجتماعية»، ما يجعل أوضاع النازحين خارج مراكز الإيواء أكثر سوءاً، إذ إنّ آخر إحصاء صدر عن إدارة الإحصاء عام 2018 أظهر أنّ نسبة الفقر في قضاء بنت جبيل تبلغ 65% وفي صور 63% وفي النبطية 59%، وبالتالي فإن النازح والمضيف مستحقان للمساعدة في الأوضاع الطبيعية.
النزوح بالأرقام
سجّلت وحدة إدارة الكوارث في رئاسة مجلس الوزراء حتى تاريخ 29 شباط الفائت، نزوح 83 ألفاً نصفهم من النساء والأطفال، حوالي 3000 فقط من بينهم استوعبتهم مراكز الإيواء، ويقطن الباقون في منازل استأجروها أو قُدّمت لهم أو يقيمون عند أقاربهم. يبلغ عدد النازحين إلى قضاء صور نحو 23739، وإلى محافظة النبطية نحو 23654، من بينهم 132 نازحاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، و30 امرأة حاملاً. وسجّل قضاء صيدا استقبال 6583 نازحاً، فيما اتّجه نحو البقاع 1400 نازح. وترتفع النسبة في قضاء بعبدا حيث وصل العدد إلى 9000 نازح، يليه قضاء عاليه (2547)، فالشوف (1017)، والمتن (81) وكسروان (27).