تابعت الدول الغربية والعربية أمس التناوب على إعلان وصول مواطنيها، الذين كانوا أسرى على متن أسطول الحرية. الوصول لم ينه القضية، التي لا تزال تتفاعل، ولا سيما مع الكشف عن تفاصيل الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق السفن وركابها. وأعلن رئيس مؤسسة حقوق وحريات الإنسان والإغاثة الإنسانية التركية، بولنت يلديريم، أحد أبرز المشاركين في الأسطول، أن «الناشطين اندفعوا نحو بعض الجنود وانتزعوا أسلحتهم، لكنهم ألقوا بها في البحر من دون أن يستخدموها». وقال «نعم. أخذنا أسلحتهم. كان سيعدّ ذلك دفاعاً عن النفس حتى لو أطلقنا الرصاص من بنادقهم. لكنّ البعض صاح لا تستخدموا السلاح»، مضيفاً «قلنا لأصدقائنا على ظهر السفينة إننا سنموت ونصبح شهداء، لكن لا تدعونا نظهر أبداً أننا من استخدم السلاح».
واصلوا إطلاق النار على الناشطين حتى بعد رفعهم الراية البيضاء
وأضاف يلديريم أن النيران أطلقت على ناشط خلال استسلامه، «فخلعت قميصي ولوّحت به كراية بيضاء، لكنهم واصلوا القتل»، مشيراً إلى أن صديقاً له «رأى جثتين في دورة مياه».
ولدى وصوله إلى مطار إسطنبول، قال يلديريم «تسلّمنا تسع جثث، لكن لدينا قائمة أطول من المفقودين». وأكد أن هوية جميع ضحايا المأساة «لم تُعرف»، و«لائحة الشهداء أطول» مما كان متوقعاً. وأضاف «ثمة مفقودون. لقد سلّمهم أطباؤنا 38 جريحاً. وفي المقابل، قالوا لنا إن هناك 21 جريحاً فقط».
وأكد يلديريم أنه إذا اقتضت الضرورة، وبمساعدة الجميع، «فسنرسل أساطيل أكبر وقوافل برية أكبر، على أن تصل في وقت واحد من مصر وعبر البحر».
الأرقام الرسمية تتحدث عن 9 قتلى والمتضامنون يشيرون إلى 20
أما الناشط الكندي، فاروف بورني، فأشار إلى أن «مسنّاً أصيب بالرصاص ونزف حتى الموت بعدما اعتلى الكوماندوس السفينة». وأضاف أن «الكوماندوس انتظروا أكثر من ساعة قبل علاج الجرحى، رغم أن الناشطين رفعوا لافتة تقول: أنقذونا. نرجوكم تقديم المساعدة الطبية».
كذلك أعلن أحد الإسبان الثلاثة المشاركين في الأسطول، مانويل تابيال، أن «الأرقام الرسمية تتحدث عن تسعة قتلى، لكنّ تقديرات الذين كانوا هناك تشير إلى أن العدد بين 16 و20 قتيلاً».
إلى ذلك، وجّه ناشطون وسياسيون وأكاديميون بريطانيون رسالة مفتوحة إلى رئيس وزراء بلادهم، ديفيد كاميرون، يطالبون فيها برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة فوراً.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)