رغم عدم وضوح الموقف الأميركي من المجازر الأرمنية، لكن تركيا تراه واضحاً جداً بناءً على ما يستشفه قادتها. بالنسبة إليهم يكفي أن تتجنّب الولايات المتحدة استخدام كلمة «إبادة» لوصف المجازر، التي ارتكبتها السلطنة العثمانية بحق الأرمن، حتى يشعروا بالارتياح.وكانت تركيا تتخوف من إمكانية قيام الرئيس الأميركي باراك أوباما بوصف المجازر الأرمنية، التي تصادف ذكراها المئوية غداً الجمعة، بـ«الإبادة»، لكنّ تصريحات مسؤولين أميركيين أشارت إلى أن هذا الأمر لن يحصل.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: «لا أريد أن أسمع أوباما يقول شيئاً كهذا. أنا لا أتوقعه على أي حال، فموقف الولايات المتحدة واضح جداً بالنسبة إلى تركيا». وأضاف :«لقد تحدثنا عن هذه المسألة كثيراً (مع أوباما) وقال إنه يجب ترك الأمر للمؤرخين وليس للساسة».
كذلك، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنه خرج بانطباع، بعد لقائه نظيره الأميركي جون كيري ومستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض سوزان رايس، عن ثبات الموقف الحالي للرئيس باراك أوباما، في ما يتعلق بالمجازر الأرمنية.
وفيما تشير الوقائع التاريخية إلى أن مليوناً ونصف مليون شخص قتلوا بنحو منهجي، بين عامي 1915 و1917، وخلال السنوات الأخيرة قبل سقوط السلطنة العثمانية، الأمر الذي اعترفت به نحو عشرين دولة بينها فرنسا وروسيا على أنه «إبادة»، لكن تركيا لا توافق على هذه التقديرات، وتتحدث عن مقتل مئات الآلاف من الطرفين، مشيرة إلى أن وصف الأحداث بـ«الإبادة» خط أحمر.
رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو تطرّق، بدوره، إلى الموقف الأميركي قائلاً: «في ضوء خبرته رئيساً للولايات المتحدة، آمل ألا يقول السيد أوباما ما يزعج تركيا».
كذلك، أشار إلى أنه تحدث إلى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، هاتفياً، داعياً إياها إلى «اتخاذ المبادرة» وإقناع البرلمان الألماني بعدم اعتبار عمليات القتل «إبادة»، خلال تصويت سيجري في 24 نيسان.
ففي مقابل إحياء ذكرى «الإبادة الأرمنية»، تحيي تركيا في 24 و25 نيسان، الذكرى المئوية لمعركة غاليبولي، خلال الحرب العالمية الأولى، في مراسم ضخمة سيحضرها نحو 20 قائداً من دول العالم.
وفي هذا الإطار، أشار أردوغان إلى أن أرمينيا ليست على جدول أعمال هذه الاحتفالات، بعدما اتهم الرئيس الأرمني سيرج سركيسيان نظيره التركي، بتحديد موعد مرسم غاليبولي عن عمد في 24 نيسان، لتحويل الانتباه عن الجرائم التي ارتكبها الحكم العثماني. وقال أردوغان عن الاحتفالات في يريفان: «سيتكلمون كثيراً ويهينون تركيا».
(أ ف ب، الأناضول)
1 تعليق
التعليقات
-
هناك فرق ... طبعاً !يتحدث الأتراك اليوم، عن أن ما حصل قبل قرن لم يكن إبادة وإنما مجزرة، وهناك فرق! أي فرق دخيل الله؟! الناس ماتت، شعب بكامله كان يمكن أن ينقرض، يعني لو كان انقرض لكان صار اسمه "إبادة"، أما وأنه لم ينقرض فهو "مجزرة" فقط؟! حتى "المجزرة" هم لا يعترفون بها! لا يهم التسمية الآن، المهم أن هذا الكم الهائل من البشر تم قتلهم بطريقة بشعة للغاية، وينسى الناس أنه كان مع الأرمن غيرهم، من السريان والآشوريين والكلدان، تبدو تلك الشعوب وكأنها مغيبة بشكل كامل عن كل القصة. مليون ونصف اختفوا من على وجه البسيطة، وبعد قرن كامل من التحقيق، العالم كله مشغول عما إذا كان ما حصل مجزرة أم إبادة أم حرب بين الطرفين... هل يفهم ساسة العالم عما يتحدثون؟ هل يعلمون أنهم يتحدثون عن مليون ونصف بني آدم، أم يعتقدون أنهم يتحدثون عن كيس ونصف بطاطا فقدت على الطريق؟!