وبعيداً عن الأجواء الاحتفالية بزيارة أول وزير خارجية أميركي لهافانا منذ عام 1945، يأتي كيري حاملاً أجندة تدخلية، في الظاهر على الأقل، بدأت تثير التوتر بالفعل في كوبا. وبصرف النظر عما إذا كان المُعلن من أجندة كيري يمثل المضمون الحقيقي لزيارته أم لا، فإن من شأن "القصف الإعلامي" المرافق للزيارة أن يثير الحساسية في هافانا، وخاصة لجهة الإطناب الأميركي عن حقوق الانسان والحريات السياسية.
وكان السيناتور الجمهوري المرشح للرئاسة، ماركو روبيو، قد حث كيري، في رسالة إلى الأخير نُشرت يوم الإثنين الماضي، على الطلب من المسؤولين الكوبيين الذين سيلتقيهم اليوم "الإفراج عن جميع السجناء السياسيين". وأشار روبيو على كيري أن يلتقي، خلال زيارته هافانا، "القادة الشجعان الذين يحاربون لجلب الحرية إلى كوبا".
ترى إدارة أوباما في رفع الحصار فرصة لاختراق الداخل الكوبي
وبالفعل، أكد كيري، في مقابلة تلفزيونية بُثت يوم الأربعاء الماضي، أنه سيستضيف في مقر إقامة السفير الأميركي في هافانا معارضين للنظام، وذلك في "حفل استقبال خاص" سيجري اليوم، بعيداً عن الحفل الرسمي الذي سيُقام في مبنى السفارة. وأوضح كيري أن المعارضين "ليسوا مدعوين إلى السفارة، لأنه حدث بين حكومتين، حيث المجال محدود جدا". وأعلن كيري أن مسؤولين حكوميين من البلدين، فضلا عن عدد من اعضاء الكونغرس الاميركي، سيحضرون الحفل الرسمي، وأنه سينتهز فرصة الزيارة "ليتمشى في أحياء هافانا القديمة".
وفي مقابل "التحرشات" الأميركية في الموضوع الحقوقي، ومطالبة واشنطن بتعويضات عن تأميم بعض مصالحها في الجزيرة عقب الثورة، لدى كوبا لائحة مطالب، يأتي في طليعتها رفع الحصار الاقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة مطلع الستينيات، ولكن إدارة أوباما، وفي الوقت نفسه حين ترى في رفع الحصار فرصة لممارسة التأثير على الداخل الكوبي، بهدف إطاحة النظام أو "تغيير سلوكه" بالحد الأدنى، تقول إنها تؤيد رفع الحصار، ملقية باللائمة على المعارضة الجمهورية في الكونغرس لعرقلة هذا الأمر.
(الأخبار، أ ف ب)