ماذا لو تخلّى الأفقُ عن فكرة التخوم؟
الماضي طموحُ الزمن.
الأمواجُ تساؤلات البحر.
الظلّ ما يتبقّى من ليلٍ في ذاكرة الضوء.
ليودميلا آرْتْ ــــ «عازف النَّاي» (طلاء على سيراميك ـــ 2022)
القطرةُ الآيلةُ إلى السقوط؛ وحدها تعرفُ معنى الأبعاد.
سألتُ الفراشةَ: ممَّ تغارُ الكلمة؛ أجابت: من الفكرة.
سألتُ الليلَ: كيف أصبحتَ ليلاً؛ قال: فزتُ في سباقٍ مع الرّيح.
شاعرٌ يقرأ قصيدةً؛ بحرٌ ينوسُ على بحرٍ.
كان يُصغي إلى موسيقى تتسلّلُ من ناياتٍ متصدعة.
كم أفقاً يلهو فوق كأسٍ مُترعةٍ بالنبيذ.
من حافة الكأس؛ يشرئبّ المدى بحثاً عن ظلالٍ ضائعة.
تحتَ وسادةِ اللّيل وجدتُ قصيدةً.
رحلةٌ إلى المجهول بلا عودة؛ هي الموسيقى.
من ثقب إبرةٍ وحده السرابُ يعبرُ بلا ذكرى.
لماذا يقتحمُ الأزلُ الذهنَ حينَ يفكّرُ بالأبد؟
من يعرفُ الكأسَ أكثر؛ الفراغُ أم الماءُ؟
اختلفَ الشعراءُ في كل شيء؛ إلّا في الليل.
إذا أردتَ أن تدركَ معنى الألم؛ أعطِ الرّماد ذاكرةً.
لا ذنبَ للنّاي في أنينه.
بصمةٌ من خيالٍ ضاع قبل أن يوجد؛ مدادٌ يُهسهِسُ في صمت ورقة.
القصائدُ التي كُتبت في النّهار؛ مخاضُ ليلٍ كامل.
اقتفِ أثرَ الفكرة؛ تَلِجْ غيهبَ اللّيل.
هل يدركُ الليلُ كُنهَ الأبد!
بين ثُكْل الليل ويُتْم النّهار؛ يولدُ الفجرُ.
تظنّ الورقةُ أن المدادَ ذكرى يراع.
كلّ موجةٍ قصيدةٌ؛ قالها الرّملُ وغفا.
لولا الليل، لكانت القصائد حكراً على الشعراء.
* اللَّاذقيَّة