لنُلخّص موقف أعداء المقاومة نحو الخطر الإسرائيلي: 1) إسرائيل ليست خطراً على لبنان، بل إنّ لبنان عبر استضافته لمنظمة التحرير، ثم عبر استضافته لشيعة إيرانيّين لا يستحقّون الصفة اللبنانيّة، أزعج وأقلق أمن إسرائيل، إذ كانت مُسالِمة ووديعة معنا قبل زمن منظمة التحرير. ماذا عن أعمال اقتطاع أراض وخطف رعيان وقتل وتفجير وقصف طائرة مدنيّة قبل زمن منظمة التحرير؟ هذه أعمال بسيطة لا تصل إلى مرتبة العدوان الصفيق الذي شكّلته منظمة التحرير وحزب الله.
2) وحدها الدولة الفلسطينيّة إلى جانب إسرائيل (أو في حضنها) تكفل الأمن والسلام لنا ولهم. لكن ليس هناك في حكومة إسرائيل أو المعارضة مَن يقبل بدولة فلسطينيّة، والحكومات الإسرائيليّة المتعاقبة رفضت مشروع السلام العربي، الذي هو مشروع أعداء المقاومة في لبنان؟ هنا، يمكن الاعتماد على جهود الجامعة العربيّة («الجبّارة» بحسب مارك ضو) لإقناع إسرائيل. لكن حتى حبيبهم رابين لم ينطق يوماً بعبارة «دولة فلسطينيّة»، لكن الحق ليس عليهم بل علينا. إنّ العنف المُمارَس ظلماً من حماس وحزب الله هو الذي أجهض حلّ الدولتَين الذي كان شارون وكاهانا ودايان مستعدين له.
3) إنّ تطبيق لبنان للقرار 1701 يكفل الأمن. لكنّ إسرائيل خرقته أكثر بكثير من الحزب وباعتراف الأمم المتحدة، وبحسب تعداد الدولة اللبنانيّة لآلاف الخروقات الإسرائيليّة. لكنّ المشكلة هي في تواجد هؤلاء الشيعة في المناطق المُتاخمة للحدود مع فلسطين. لماذا لا نطيح بهم بعيداً من الحدود كي يهنأ الإسرائيليّون بالعيش بسلام وأمان؟ لماذا لا نعمل على حلّ قوة الرضوان واستبدالها بالفرقة التي سقت كؤوس الشاي لجنود العدوّ في ثكنة مرجعيون؟
4) لماذا لا ندع الجيش يتولّى الدفاع عن لبنان، وخصوصاً بعد تلقّيه قبل أسبوع ما تتّسع حمولته في صندوق سيّارة «ميني كوبر» من مساعدات كنديّة إستراتيجيّة؟ لكنّ الجيش لم يُطلق رصاصة في أطول حرب بيننا وبين إسرائيل. هو حيّد نفسه.
5) قرارات الشرعيّة الدوليّة تحمي لبنان. لكنّ مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة مزّق ميثاق الأمم المتحدة. الحقّ علينا في ذلك.