على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

انهضوا من أفرشتكم وأيقظوا أولادكم ودجاجاتكم. هذا خبر عاجل ومهم. حصلت «نيويورك تايمز» (ذات الصدقيّة العالميّة) على «دستة» وثائق لقسم الشرطة والأمن لحكومة «حماس» في غزة. كيف حصلت الجريدة على الوثائق البالغة الأهميّة؟ لقد أمدّتها بها مصادر حياديّة وموضوعيّة لا يرقى إليها الشكّ والريبة. الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة هي التي أمدّت الجريدة بها، وأمّنت نشرها في موقع «الحرّة» (وهو موقع البروباغندا الحكومي الأميركي الرسمي الذي تمنع القوانين بثّ محطته على الأراضي الأميركيّة). ماذا تتضمّن الوثائق؟ معلومات خطيرة عن أن «حماس» كان لديها جهاز رصد وأمن وتجسّس. يا للهول. وما حاجة «حماس» الواقعة تحت احتلال وحشي بهذا الجهاز، وهي التي تعرّضت لمؤامرة انقلاب من قبل حركة «حتف» العميلة للاحتلال (وهي غير حركة «فتح» المعروفة) والمرتكزة في سلطة رام الله؟ إنها كانت ترصد الناس. ومن المعروف أنّ حكومات الغرب الديموقراطيّة لا ترصد الناس ولا تتجسّس عليهم، ولا يتعرّض المرء في أميركا، مثلاً، إلى مساءلة عن تغريدات تتعلّق بالشرق الأوسط والمقاومة. لا، لا يمكن أن يحدث ذلك هنا لأن الغرب نبذ التجسّس والرصد والأمن منذ الحرب العالمية الثانية. والـ «نيويورك تايمز» استهجنت كثيراً فعلة السنوار في التجسّس، لأن الجريدة (المُعجبة كثيراً بأنظمة الخليج، التي زاد إعجابها بأنظمة الخليج بعد ظهور مسار التطبيع) لم تقع عينها على أجهزة أمن ورصد في كل منطقة الشرق الأوسط إلا في غزة. والجريدة، بإيعاز واضح من الاستخبارات الإسرائيليّة، تريد ربط الوثائق الخطيرة بالسنوار شخصيّاً، مع أنه ليس هناك من دلائل على بصمات السنوار في الوثائق هذه. ثم: وهنا الخطير: تكشف الوثائق أنّ جهاز الأمن في غزة لم يكن يثق أبداً بالمنظمات والصحافيّين الغربيّين. ما هذا؟ هذا ظلم وتجنٍّ. منظمة التحرير في لبنان كانت تفتح مكاتبها أمام الصحافيّين الأجانب، وكانوا يجولون في المخيّمات والمكاتب العسكريّة. صحيح أنّ الكثير منهم كانوا جواسيس إسرائيل كما اتّضح، وبعضهم كان في مهمات قتل وتجسّس للموساد، لكن أليست الضيافة العربيّة التقليديّة أولى؟ قيادة «حماس» محميّة بسبب جهاز الأمن، لكن ماذا عن الانفتاح أمام الغرب؟

0 تعليق

التعليقات