في هذا الوقت الذي تجري فيه «فرملة» قرار وطني بهذه الحساسية والجدية، لا يمكن المركز التربوي، بحسب عويجان، الدخول في مقاربات جديدة للامتحانات الرسمية بمعزل عن تطوير المناهج، انما سينطلق، في المدى القريب، من مناهج عام 1997 ويصوّب في اتجاه مراجعة توصيف مسابقات الشهادتين المتوسطة والثانوية بفروعها الأربعة بهدف تحسينها، ومن ثم إعادة النظر في الكفايات التابعة لكل مادة، تمهيداً لبناء استراتيجية تقويم وطنية للنظام التعليمي والمديرين والأساتذة والتلامذة.
الخروج عن النمطية في أسئلة الامتحانات الرسمية وولوج مجالات جديدة فرضت هذه النقاشات حول الامتحانات التي شكلت محور ورشة شارك فيها أكثر من 600 تربوي غالبيتهم من القطاع الخاص، إضافة إلى ممثلين عن الجامعة اللبنانية والمديرية العامة للتربية والارشاد التربوي والتفتيش التربوي وتمثيل خجول لروابط المعلمين.
توصيف جديد للامتحانات الرسمية سيعتمد تدريجياً ابتداء من العام المقبل
عويجان شرحت أن الفكرة بدأت قبل سنتين حين وضع توصيف جديد للمسابقات عام 2016 يتلاءم مع الحاجات المستجدة للتعليم، انما لم يجد طريقه إلى التطبيق نظراً لعدم توحيد اللغة بين التربويين حول ماذا نريد من التقويم. ميزة هذه الورشة، أنها فتحت، كما قالت عويجان، المسارات بين المواد وسمع المعنيون بمواد معينة مشاكل المواد الأخرى ما أمكن الوصول إلى توصيف مشترك بكل مادة اتفق عليها المجتمعون، بما فيها مادة التاريخ (ليس هناك حالياً توصيف لهذه المادة)، وسيجري إخراج دقيق لتوصيفات المسابقات ضمن ورش عمل للجان مصغرة داخل المركز. واوضحت أن التوصيف الذي طرأت عليه تعديلات شكلية طفيفة ويتطلب تدريباً سريعاً للمعلمين سيعتمد ابتداء من العام الدراسي المقبل، في حين أن المواد التي تحتاج إلى تدريب أكبر سيعمل بتوصيف مسابقاتها في العام الذي يليه.
لا تتردد عويجان في القول إن مواكبة المركز التربوي للامتحانات من التخطيط وبنك الأسئلة مروراً بسحب المسابقات ودراسة المسابقة (وهو ما لا يحصل اليوم فالمركز حاضر في المرحلة الأخيرة فقط) يمكن أن يخفف من المشاكل.