وتندرج جولة السفير الفرنسي لدى لبنان برونو فوشيه على القيادات اللبنانية في سياق حراك فرنسي بلا ضجيج، هدفه التحفيز على الإسراع في تشكيل الحكومة، بعد تحديد مكامن الخلل والعقد وسبل المساعدة في إيجاد المخارج التي من شأنها أن تؤمن أوسع مشاركة في الحكومة الجديدة.
وعلمت «الأخبار» أن الفرنسيين أبلغوا جهات رسمية لبنانية أن تنفيذ مقررات مؤتمر روما 2 ومؤتمر «سيدر» (باريس 4)، مرهونة بتأليف الحكومة، خصوصاً أن هناك العديد من الوفود الفرنسية والأوروبية التي كان مقرراً أن تزور لبنان في الأسابيع الماضية، قررت تأجيل مواعيد زياراتها في انتظار تأليف الحكومة.
عون يشدد على وحدة المعيار مدخلاً للتأليف السريع
في هذا الوقت، يقول زوار بعبدا إن رئيس الجمهورية يشدد منذ اللحظة الأولى لتكليف الحريري على أهمية الاتفاق على معيار واحد للتمثيل الوزاري يطبَّق على الجميع، «فإذا تم الالتزام به تسير الأمور بسلاسة وبلا تعقيدات، إما إذا كانت هناك استثناءات، فلن تتوقف مساعي العرقلة. لذلك، من المفترض أن يأتي الحريري في اللقاء المقبل مع عون، حاملاً تركيبة حكومية بمعيار واحد، وإذا كانت فعلاً كذلك تصبح ولادة الحكومة في متناول اليد».
وأكد الزوار أن لقاءً سيحصل بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، أو بين الأخير والوزير جبران باسيل في خلال الأربع وعشرين ساعة المقبلة للبحث في توحيد المعيار للتأليف وتسريع تأليف الحكومة، ورأى الزوار أن صورة جامعة ستشهدها الكلية الحربية في الفياضية غداً، في عيد الجيش، «يظلّلها توجه حاسم نحو التأليف، وستكون كلمة رئيس الجمهورية بمضامينها مؤشراً على هذه الإرادة بإطلاق عجلة المؤسسات الدستورية من خلال الإسراع في تأليف الحكومة».
وعلم أن الاتصالات بين بعض الوزراء المعنيين بملف التأليف لم تتوقف، وخصوصاً بين الوزير غطاس خوري والوزير السابق إلياس بو صعب الذي نفت أوساطه أن يكون قد نقل شروطاً من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل للقاء الرئيس الحريري.