مقالات مرتبطة
لا يتعلّق الأمر فقط بـ«استخفاف» الطرف الآخر بطلب تمثيل «السُّنة المستقلين»، أو اعتبار البعض أنّه «يمون» على حزب الله حتى يتخطّى هذا الشرط. بل طريقة التفاوض التي اعتمدها «الحزب»، وتعتيمه طوال الفترة الماضية على مطلبه، ساهمت في إسقاطه من حسابات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المُكلّف. تردّ المصادر بأنْ «كان هناك تعميم بألّا تُثار ضوضاء حول القصة، التي اعتبرناها مسألة عادية في مشوار التشكيل وستمرّ». وطوال الأشهر الماضية، «كانت العقدتان المسيحية والدرزية مُسيطرتين على المشهد الاعلامي. تظهير العقدة السنية أيضاً في الإعلام كان سيؤزم العملية وسيخلط ردود الفعل الشعبية بالسياسية من دون أي نتيجة». إضافةً إلى أنّه لو لجأ حزب الله إلى سياسة تفاوضية علنية «لكان ذلك أحرج الحريري، وأظهره مُرغماً على توزير واحد من النواب المستقلين.
بري ونصرالله اتفقا ــ خلال لقائهما في أيار الماضي ــ على «حق» حلفائهما السُّنة في التمثيل الوزاري
اعتُمد تكتيك السرية، لتخفيف الاحتقان وإراحة الحريري». لكنّ رئيس تيار المستقبل، ما إن وافقت القوات اللبنانية على العرض المُقدّم لها، «تناسى مطلب توزير النواب السُّنة المستقلين. من غير الممكن أن يفرض تشكيلة، مُتخطياً مطلباً أساسياً، ويتوقع أن يتم القبول بها»، تقول المصادر. فالقصة لا تتعلّق فقط «بالوفاء لحلفاء حققوا أرقاماً عالياً، في ظلّ النسبية، ومن دون منّة من أحد، بل باحترام المعايير التي وضعها عون والحريري». وتُضيف مصادر 8 آذار أنّه «إذا سلّمنا جدلاً أنّ اثنين من النواب الستة هم أصلاً في كتل نيابية (قاسم هاشم والوليد سكرية)، يبقى أربعة نواب فازوا بأصوات سُنية ولديهم حضورهم المستقل، ويحق لهم بوزير».
الخلاصة أنّ حزب الله لن يتراجع عن قراره عدم تسليم أسماء وزرائه إن لم يُلحظ تمثيل لـ«المستقلين السُّنة»، ولا يعتبر نفسه معنياً بأي تنازل قد يُقدّم لتسهيل ولادة الحكومة حتى ولو اتُّهم بالتعطيل. «حزب الله مُتفاهم مع شخصيات، وعدها بأنّه لن يُشارك في الحكومة إلا معها»، تقول المصادر. المطلوب من رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة «الاستماع إلى النواب المستقلين والاتفاق معهم على مخرج، كما حصل مع النائب السابق وليد جنبلاط، وسيقبل حزب الله بما يجده الحلفاء مناسباً». وعلى الرغم من أنّ «الحزب» يُريد وجود مجلس وزراء حتى يبدأ بتطبيق برنامج عمله المتمحور حول محاربة الفساد، «ولكنّه لن يتراجع أو يسمح بأن يكون عرضة للابتزاز من خلال إثارة المشاكل الاجتماعية وارتفاع الحديث عن تحديات اقتصادية تواجه البلد، من أجل الإسراع بتشكيل حكومة». أما بالنسبة إلى رزمة العقوبات الأميركية الجديدة ضدّ إيران وحزب الله، «فالأخير واعٍ جداً للموضوع، وحريص على أن لا يزجّ الحكومة في صراعه مع الولايات المتحدة الأميركية، وسيكون ذلك واضحاً داخل مجلس الوزراء فور بدء العمل».